محمد عواد – من الأرشيف – سوبر – نشاهد المباراة، نحتفل مع المنتصر وننتقد الخاسر، نشجع ونفرح، وهناك شخص واحد يتفق الطرفان على أن يكونوا أعداءه …الحكم!
الحكم، أكثر شخص مظلوم في عالم كرة القدم، فالحل الوحيد كي يصبح مشهوراً هو ارتكابه خطأ فادحاً مثل هينيغ مثلاً، أو أن يكون شكله مميزاً لنراقب مستواه مثل كولينا وهاوارد ويب، وغير ذلك فسيمر مرور الكرام ولن يعرف به أحد.
يقف على أرض الملعب وهو الذي يملك عمله في مكان أخر، فالطبيب والمحامي والمهندس والموظف في البنك هي أكثر الوظائف انتشاراً في التحكيم الأوروبي، فالاحتراف لم يصل للتحكيم، يقف على أرض الملعب بين شباب يملكون الملايين وهو أقلهم مالاً عادة، والمطلوب منه أن يفرض شخصيتهم عليهم .. هذه الحالة قال عنها فيرغسون أصعب تحدي واجهه فيه غرف الملابس وهو المليونير أصلا!
نتحدث عن عدم منحه بطاقة صفراء أو حمراء، وننسى أنه بشر مثلنا وفي داخله عاطفة اسمها التسامح أو الرحمة وصفة اسمها التردد بعض الأحيان، ونطالبه أن يكون صخرة لا ترحم عندما يكون القرار لصالحنا .. وننسى أنه إنسان ينطبق عليه علم النفس الذي ينطبق علينا.
عندما يرتكب خطأ، فالجميع يعرف به ويصبح الجمهور من أصغرهم إلى أكبرهم أساتذة في تحليل التحكيم، وننسى أننا لو وقفنا بصافرة وسط تلك الجماهير وهؤلاء اللاعبين المحتالين من أجل الانتصار، لربما ألقينا بالصافرة وهربنا من الملعب على طريقة هروب “أبو العربي” عندما كان حكماً في الفيلم المصري الكوميدي.
ببساطة قمة الظلم أن لا نعرف الإنسان إلا عندما يخطىء، وأن لا ننسى خطأه مهما فعل من أمور صحيحة بعدها، فخطأ ببطاقة كفيل بتحويلك إلى أفشل شخص في العالم، وننسى أنه اتخذ أكثر عشرات القرارات الصحيحة في نفس المباراة…ومن قمة الظلم أيضاً أن ننسى أنه إنسان!… لذلك هو أكثر شخص مظلوم في الملعب!