محمد عواد – كووورة – لم يتوقف كريستيانو رونالدو عن هز الشباك هذا الموسم، فاحتاج لدقيقتين فقط كي يهز شباك غرناطة في المباراة الأخيرة، ليساعد فريقه ريال مدريد على الانتصار بعد ذلك بفوز ساحق وصناعة أهداف، فاحتفل بمباراته رقم 700 بأفضل شكل، ويرفع عدد أهدافه هذا الموسم في بطولة الدوري إلى 17 هدفاً، منفرداً بسباق لقب الهداف المحلي وكذلك بسباق الحذاء الذهبي ومحطماً رقماً قياسيا صمد 79 عاماً.
ويبلغ كريستيانو رونالدو من العمر 29 عاماً، وما قام به خلال مسيرته يخالف قواعد البشرية المعروفة، لذلك يمكننا القول إنه مشكوك بإنسانيته للأسباب التالية:
– وصل قمة مستواه مرتين
يمر كل لاعب عادة بقمة واحدة في مسيرته على مستوى الأندية، لكن كريستيانو رونالدو الذي وصل إلى قمته مع مانشستر يونايتد عاد بشكل مذهل في الموسم الماضي، وأكمل التطور الموسم الحالي ليصل إلى قمة جديدة، منهياً بالتالي الجدل بشأن أيهما أفضل “كريستيانو مدريد أم رونالدو مانشستر”.
قد ينجح بعض اللاعبين الكبار بتقديم بطولة دولية مع منتخب بلادهم بشكل ملفت بعد أن تمر فترة قمتهم، لكن من النادر أن يعودوا مع أنديتهم إلى القمة ولفترة طويلة … وبالتالي رونالدو مختلف!
– صفق وصفق ولم يهتز
لا أحد تصور أن هناك إنسان على وجه الكرة الأرضية قادر على أن يتعرض للإحراج أمام الملأ عدة مرات ليعود بقوة وينتصر، ولكن كريستيانو رونالدو الذي صفق مراراً وتكراراً لجوائز ليونيل ميسي واتخذ البعض من صوره وسائل للسخرية والنيل منه، لكنه رغم ذلك واصل .. وواصل .. وحمل الكرة الذهبية من جديد في 2013، ومن المتوقع أن يحملها بكل سهولة في عام 2014.
مثل هذه الضغوط النفسية الهائلة على أعلى مستويات المنافسة وتحت الكاميرات من الصعب النجاة منها لتستمر كلاعب جيد، لكن أن تستمر وتصبح أفضل مما كنت عليه.. فهذا هو المستحيل خصوصا عندما يصور لك الجميع من حولك أن النجاح غير ممكن.
– لا يشبع .. لا يفهم معنى الإصابة
عندما بكى كريستيانو رونالدو لحظة استلامه الكرة الذهبية اعتقد كثيرون أن موسمه التالي لن يكون بنفس القوة، فقد اعترف أن تلك الجائزة مثلت له هاجساً بدموعه وكلماته عند استلامها، لكن الغريب تمثل بعودته جائعاً أكثر، وساعد فريقه على الفوز بالعاشرة، ومع بدايته هذا الموسم بعد تحقيق الحلم المؤجل لـ 12 عاماً … يصبح الأمر غير قابل للفهم ، فمن أين يأتي بكل هذه الحوافز؟
الجوع المتنامي رغم التقدم بالعمر والأرقام المميزة ليس كل شيء، فلعبه رغم الإصابة، وقيامه بمغامرات من أجل الفوز تظهر أنه لا يعرف حدود .. وهذا مؤشر مهم على عدم “بشريته”.
– لم يتغير رغم الحرب الشعواء
كان كريستيانو رونالدو أحد أهداف الصحافة العالمية لإظهار بصورة الرجل السيء في مواجهة الفتى الطيب ليونيل ميسي، هو ولويس سواريز وماريو بالوتيلي وزلاتان إبراهيموفتش كانوا ضحايا لتركيز واضح على كل هفوة.
وزاد من حدة الحرب على رونالدو تورط الصحافة الكتلونية في صراع مباشر مع الصحافة المدريدية، فتم تضخيم أي هفوة وكلمة تصدر عنه، وتم التركيز على نقطة غروره وسقوطه بتصريحات مثل “أنا ثري وأنا وسيم”، لكن رغم ذلك فقد حافظ على شخصيته الواثقة والغاضبة عند الخسارة، وهي إحدى أسرار نجاحه.
– رغم انخفاض مجموعته ..هو في القمة
مر رونالدو بمرحلة صعبة جداً، فقد كانت مجموعة برشلونة متفوقة بشكل كبير على مجموعة ريال مدريد، ورغم ذلك فإنه كان يقاتل وحده وإن خسر .. كان يبحث عن شيء يحققه رغم مواجهته الفريق الذي وصفوه بالأفضل في التاريخ.
وكان رونالدو يقاتل في البداية من دون أمل بالانتصار، لكنه أصر رغم مروره بظروف صعبة وصلت يوماً ما إلى تحميله مسؤولية الخسارة المتكررة أمام برشلونة، وفي النهاية وصل وانتصر وخطف كأس الملك برأسية ثم خطف لقب الدوري باحتفاله الشهير كالما كالما .. أثبت نفسه في النهاية ضد المجموعة الكتلونية الخارقة لأنه دام طويلاً في القمة على عكس ما توقع له كثيرون.