سعيد خليل – لو يوجد شيئ واحد يمكن تأكيده بعد اقترابنا من نهاية الموسم، هو أنه لا يوجد ذرة شبه بين فترة برشلونة فالفيردي وفترة برشلونة كومان، ولو أنَّ نتائج الأول تبدو أفضل، إلا أنَّ النتائج ما هي إلا أرقام، والأرقام ما هي إلا خدعة كبيرة.
لأننا ننسى كثيرًا، دعنا نذكر أنَّ تواجد فالفيردي في برشلونة ترافق مع أحد أفضل مستويات ميسي الفردية على الإطلاق، ولأننا نتكلم عن ميسي، وفي أحيان أخرى شتيغن، لم يكن على فالفيردي إلا أن يجلس كرسيه ويشاهد فريقه يحسم مباراة تلو الأخرى، مطمئن البال بأنه لا يوجد منافس حقيقي حتى يمنعه من الاستمتاع بهذا، أو يجبره على القيام بأي عمل إضافي، وهذا حقيقي فعلًا، لأنَّه بعيدًا عن النتائج، لم يكن هناك أي شيئ إيجابي في فترة فالفيردي، حتى النتائج الجميع كان يعلم بأنها تعاكس الحقيقة، ولم يكن صعبًا على أحد توقع سقوط الفريق في نهاية كل موسم، وهذا ما كان يحدث فعلًا.
على العكس تمامًا اليوم، ربما لا تبدو النتائج بنفس تلك القوة مع كومان، ولكن على الأقل الفريق بات يملك شكلًا، أفكارًا واضحة، وفريق مؤلف من أسماء بعضها استعاد مستواه، والأخر أنفجر أخيرًا، والكثير من المواهب الَّتي تلعب بإنتظام وتبشر بمستقبل واعد.
كل هذه الامور لم يوفرها فالفيردي، ولكن وفرها كومان، الَّذي يلعب فريقه كرة قدم جيدة، ولكن مشكلته الوحيدة أنه يعاني بشدة في انهاء الفرص، وهي نفس المشكلة الَّتي قتلت حظوظه بالعودة أمام باريس، ومنعته من حسم الكثير من المباريات الَّتي كان يستحق الانتصار فيها.
ولكن مهما زاد حجم تأثيرها، فهي لا تلغي العمل الكبير الَّذي يقوم به الفريق، ولا تنفي حقيقة أنه يصنع الكثير من الفرص، وهذا هو الجزء الأصعب في العملية.
في النهاية، ربما كومان ليس مدربًا قديرًا، وحتمًا لديه الكثير من الهفوات هذا الموسم، ولكننا لا نحتاج للنتائج حتى نرى أنه يعمل بشكل جيد، وأنه تعلم كثيرًا من أخطاءه، وغيَّر العديد من الأمور للأفضل، وقد نجح في أن يكون، رجل هذه المرحلة.