محمود وهبي – ما يقوم به روبرت ليفاندوفسكي منذ بداية الموسم الماضي يستحق أعلى درجات الإشادة، ومهما بحثنا عن حجج للتقليل من شأنه، سنصل إلى حائط مسدود، لأن الأرقام لا تكذب.
ليفاندوفسكي سجل 55 هدفاً في 47 مباراة في الموسم الماضي، وتُوّج بجائزة هداف الدوري الألماني وكأس ألمانيا، ومحصلته كانت أفضل في البطولة الأصعب، فهو كان أفضل هداف وأفضل صانع للأهداف في دوري الأبطال، وقام بـ 21 مساهمة تهديفية في 10 مباريات فقط هناك.
أما في الموسم الحالي، حافظ ليفاندوفسكي على معدله التهديفي الذي كان عليه في الموسم الماضي، عبر تسجيله 42 هدفاً في 36 مباراة في جميع المسابقات، وصحيح أنه اكتفى بتسجيل 5 أهداف في دوري الأبطال، إلا أنّه لم يشارك في مباراتيْن للإراحة، ولم يلعب سوى 4 مباريات كاملة.
البعض يعتبر بايرن ميونيخ خارقاً، وأن ليفاندوفسكي محظوظ لتواجده أمام مجموعة من النجوم الذين يموّلونه، وهذا صحيح، لكن هناك وجه صحيح آخر، وهو أن هؤلاء النجوم يستفيدون من ليفاندوفسكي أيضاً، وأنّه نقطة قوة لا غنى عنها في بايرن، وأنّه الأفضل حالياً في إنهاء الهجمات وبشتى الأساليب، عداك عن ميزاته الأخرى في التمركز ودقة التسديد والرأسيات والركلات الحرة والجزائية والمشاركة في صناعة الهجمات.
ليفاندوفسكي بات قريباً جداً من تحطيم رقم قياسي صامد منذ 49 عاماً، رقم جيرد مولر الذي سجل 40 هدفاً في موسم 1971-1972، لكن وللأسف، مولر لن يكون شاهداً على تحطّم رقمه، لأنّه يعاني من مرض الزهايمر منذ العام 2015.
في الختام، وبالحديث عن مرض الزهايمر الذي من مرادفاته الخرف والتوهان والنسيان وصعوبة تذكّر الأحداث، كل هذه الصفات تنطبق على مجلة “فرانس فوتبول” التي قررت إلغاء جائزة الكرة الذهبية العام الماضي، ورفضت العودة عن قرارها وتقديمها إلى من استحقها.