أسامة زهير- في آخر السنوات ظهر مانشستر يونايتد وآسي ميلان بمستوى لا يليق بقيمتهما ولا بسمعتهما التي تعوّدنا كثيراً في الماضي على وجودهما دائماً في مقدمة الكبار إن كان ذلك على الصعيد المحلي أو الأوروبي أو حتى القاري وإن كان منحهم الأمل لنا بالعودة للقِمة هذا الموسم.
فكنت دائماً أبحث وأُفكر عن ما هي العوامل التي ستُعيد الفريقان للمنصات التتويج، ولحل المعضلة يجب أن تبحث عن الخلل فهل هو في إختيار الكفاءة في الإدارة؟ أم في إعادة هيكلة اللاعبين؟ أو حتى في إختيار المدربين الذين تولوا دكة الفريقين؟
قبل الحديث عن العوامل دعونا نتفق بأن أي فريق في العالم له فترات صعود وهبوط من حين لآخر، لكن الذي يحدث مع ميلان ومانشستر أمر غريب فكأنهما وقعوا في حفرة عميقة ولم يستطيعوا الخروج منها إلا في هذا الموسم (اذا توجوا في نهايته بالدوري الإيطالي والإنجليزي)، والآن سأطلعكم على بعض العوامل التي يمكن أن تكون السبب بنهوض الفريقان:-
*إكتشاف المواهب:
في الأزمات التي يمر بها غالبية الأندية يجب تعيين كشافين ذو نظرة ثاقبة وإرسالهم في أي مكان تُلعب فيه كرة القدم خاصة في الأرجنتين والبرازيل الدولتان التي تعتبر ولادّتان لمواهب كرة القدم فيجب إختيار المواهب الفذة والتي تستطيع أن تتألق وتتأقلم في أجواء الناديان ومناخ أوروبا وذلك لتوفير الأموال الطائلة التي تُدفع في الصفقات الكُبرى.
*مساندة المدرب:
في كرة القدم كل شيء مكمل للآخر، فإذا وجدت مدرب مناسب لناديك عليك الحفاظ عليه والإيمان بمشروعه ومساعدته في جلب المواهب ونجوم التي تفيد اسلوبه، لذلك عليهما مساندة سولشاير وبيولي لإستكمال المشوار في صنع جيل لامع.
*غرس الهوية:
رأيت في آخر السنوات أن لاعبي اليونايتد وميلان (إلا هذا الموسم) يفتقدون لهوية النادي التي كانت أبرز الأشياء التي كنا نراها في الجيل السابق، فعندما نقول هوية بمعنى أنك تلعب لتمثل قيمة النادي وتتحمل الضغوط وتقاتل من أجل هذا القميص، فعندما تأتي لأحد الفريقان لا يكون من أجل الأموال التي قُدمت لك لا بل لحبك ولوفائك الذي ستقدمه للفريق، لذلك عندما أرى المرتب السنوي للاعبي مانشستر يونايتد حالياً أنبهر جداً واقول لنفسي: هم يأتون لأجل المال فقط مثل من يذهب و يلعب في الصين!، هذا الشيء يجب الإنتباه له جداً في المرحلة المقبلة لإن غرس الهوية وحب الشعار من أساسيات نجاح أي نجم أو لاعب مع الفرق الكُبرى.
*تصفية الفريق:
لتعمل على بناء فريق ممتاز يجب تعيين مدير رياضي الذي يحسم الصفقات بسرعة وبسهولة وبنفس الوقت يقوم ببيع اللاعبين الذين لا يقدمون الإضافة للفريق (بالإتفاق مع المدرب والرئيس) وحماية العقود للنجوم الجيدين وتصعيد المواهب التي تستحق وتستطيع اللعب للفريق الاول.
*بيع الأسهم:
أصبحت بعض الأندية تعرف كيف تنهض بمالية النادي من جديد ببيع بعض أسهم بمبالغ ضخمة لمستثمرين أغنياء يُمكن أن ينعشوا خزينة النادي وتصبح لديها قوة شرائية وفرصة أكبر لشراء اللاعبين أكثر لأن ذلك لن يخالف قواعد اللعب المالي النظيف للفيفا في الموازنة بين الأرباح والصرف، فهذا سيعزز فرصة النادي بشراء اللاعبين من أعلى مستوى في المستقبل.
الخلاصة:
يبدو أن سنين طالت كثيراً لرجوع الفريقان للقمة لذلك إذا ارادوا الإستمرار على ما هم عليه حالياً يجب اولاً التركيز على المنافسة المحلية ومن ثم إتباع كل هذه الخطوات وبتخطيط دقيق وكبير من الإدارتين وبجدية اكثر من اي موسم آخر لكي لا يقعوا بأخطاء أخرى ويتقدموا للأمام قبل تفاقم المشاكل وتتراجع أسهمهم في السوق لأن هذا سيجعل معظم النجوم الكبار لا يقتنعوا بالإنضمام لمشروعهم في المستقبل القريب، وهذه الخطوات يُمكن لأي نادي أن يتبعها إن اراد الوصول للقمة، ومشروع مثل ليفربول حالياً هو عِبرة لهما في كيفية النهوض مرة أخرى والعودة للواجهة المحلية ومن ثم الأوروبية.