محمود وهبي – إن كان هناك نقطة قوة خارقة يملكها دورتموند، فهي نظرته الثاقبة في اكتشاف المواهب الصاعدة وجرها نحو النادي، والأمثلة كثيرة جداً، لكن نقطة القوة هذه قابلتها نقطة ضعف في المواسم الماضية، وهي عدم قدرة دورتموند على الحفاظ على هذه المواهب عندما يتحوّلون إلى نجوم، وهناك أمثلة كثيرة أيضاً.
نقطة القوة هذه منحت دورتموند القدرة على البقاء في الواجهة محلياً وقارياً، ولو بدرجات مختلفة بين موسم وآخر، فهو كان ينجح دائماً باقتناص نجم صاعد جديد بعد رحيل أي نجم نحو وجهة جديدة، وكان قادراً على تأمين السيولة لخزائنه عبر صفقات البيع الضخمة، لكن دورتموند لن يخطو خطوات إلى الأمام، ولن يصعد إلى المنصات، إلا إن غيّر ثقافة البيع.
في الواقع، إن دققنا قليلاً على كواليس دورتموند في المواسم القليلة الأخيرة، سنجد أن الإدارة أصبحت أكثر صلابة وقوة في ملف التمسّك بالنجوم، والمثال الأهم هو جايدن سانشو، والذي سيغادر على الأرجح في الصيف المقبل، لكن لا ننسى أنّه سيتم بعد أيام عامه الرابع مع دورتموند، وأن الإدارة تصدّت لمحاولات كثيرة في فترات الانتقالات الماضية، وأجبرته على البقاء.
على دورتموند اليوم التصرّف بالمثل مع إرلينج هولاند، وعدم التفريط بهذه الجوهرة بسهولة، وعدم الاستسلام لحملة التسويق التي يقوم بها وكيل أعماله، والتصدي لمحاولات رحيله هذا الصيف، وأعتقد أن الأجواء الإيجابية الحالية ستساعد هولاند على البقاء، خاصة بعد الفوز بكأس ألمانيا وضمان التأهل إلى دوري الأبطال.
دورتموند سيبقى إلى حد بعيد وبشكل شبه عام “محطة” للنجوم الكبار، ولن يتحوّل إلى بيتهم الدائم، وهو لن يقوى على إجبارهم على البقاء وتمديد عقودهم عندما تقترب من الانتهاء، لكن عليه التصرّف بقوة في الميركاتو مع اللاعبين المرتبطين به بعقود طويلة إن أراد التقدم خطوات إلى الأمام، وهو أظهر ذلك مع سانشو، وعليه أن يُظهر الأمر نفسه مع هولاند.
ملاحظة: لمن يسأل لماذا أكتب هولاند وليس هالاند، فهذا هو النطق الصحيح لاسمه.