محمد عواد – كووورة – حقق المنتخب الألماني انتصاراً صعباً بهدف نظيف، وذلك في مباراة أقيمت في أجواء حارة، تفوق فيها الماكينات تكتيكياً وحققوا الوصول لرابع نصف نهائي على التوالي.
ويمكن تلخيص انتصار الماكينات بعناصر هي:
الواقعية والاحترام:
منتخب المانيا عالج مشكلة سرعة مدافعيه بعد أن تقدم بالعودة للعب بخط دفاع متأخر، هذا أوقف مسألة الكرات العالية الفرنسية في ظهر الدفاع واستخدام سرعة جريزمان أو فالبوينا، وفي نفس الوقت كان من الواضح احترام بوجبا وماتودي بفرض رقابة فردية عليهم من قبل شفاينستايجر وخضيرة مما أوقف خطورتهما.
الواقعية الألمانية ظهرت منذ البداية وحتى نهاية المباراة، فتغيير الخطة في هذا الوقت وعلاج كل المشاكل هو أولى خطوات الواقعية، ثم كان استخدام التبديلات في أوقات مناسبة وبطريقة ذكية أجبرت الفرنسيين على البقاء حذرين لأن شورله السريع جعل أي مغامرة فرنسية عقابها هجمة مرتدة، ورغم هذه الواقعية فإن الألمان خلقوا فرصاً أكثر وضوحاً للتسجيل خصوصاً لأندري شورله.
مانويل نوير:
الألمان عزلوا بنزيما وأدركوا بأنه من الصعب على أي خصم كان التسجيل بنوير في حال لم تسنح فرصة واضحة للتسجيل قرب المرمى، فلم يستلم بنزيما أي كرة باستثناء واحدة داخل منطقة الجزاء ووجهه إلى المرمى، وتكفل نوير بالتسديدات البعيدة والعرضيات القريبة من المرمى، وساعد على نجاح هذا التفكير هو الأسلوب الفرنسي المتكرر بالهجمات، مما جعل مانوير نوير من جديد فكرة تكتيكية المانية.
فرنسا:
ردة فعل منتخب فرنسا بعد الهدف الألماني كانت صادمة، من شاهد المباراة في الدقيقة 85 اعتقد أن النتيجة هي التعادل، ففرنسا لم تحاول المغامرة الهجومية، سواء من حيث الأداء أو من حيث التبديلات.
كما ساعدت فرنسا المانيا على الانتصار من خلال استسلام خط وسطها لرقابة الثلاثي الألماني، فلم تكن هناك أفكاراً واضحة لتحرير بوجبا خصوصاً، فبعد أن صال وجال في الدقائق الأولى من المباراة وقع رهينة باستيان شفاينستايجر المدعوم من كروس، ولم يكن هناك أي تجارب لتحرير هذه الرهينة.
ومن مساعدة فرنسا أيضاً إصرارها على نفس الأفكار في بدء بناء الهجمات، فالاعتماد المفرط على الكرات العالية على الأطراف لم يكن نافعاً مع عودة الألمان للخلف واستيعابهم هذه الفكرة، فالماكينات منتخب يتعلم أثناء اللقاء، وكذلك لم يلجأ هذا المنتخب لكسر الحصار الألماني على منطقة الجزاء باللجوء إلى تسديدات بعيدة مباشرة، وما تم تسديده كانت محاولات يائسة من زوايا صعبة.
لا بد من الكلام عن الطقس:
من الواضح جداً أن الطقس الحار في المباراة أثر كثيراً على الإيقاع، المنتخب الألماني بعد تقدمه ضبط إيقاعه على البطء وسيطر على مجريات هذه السرعة .. لكن فرنسا لم تقم بردة فعل “انتحارية” خشية أن ينهار الفريق بدنياً في النهاية، فالمتقدم في مثل هذه المجريات إن تصرف بذكاء ينتصر، وهذا ما فعله الألمان.