سعيد خليل – ليلة الأمس، قدم فينيسيوس مباراة تشبه تلك الَّتي كان يقدمها حين عرفناه لأول مرة، كان دوره مهمًا جدًا في الخطة الَّتي أعدها زيدان لمواجهة أتالانتا.
اللعب على التحولات واستغلال المساحات الَّتي سيتركها الفريق الايطالي، فينيسيوس نجح بالجزء الأكبر من هذا، أما الجزء الباقي، فأنت تعرفه جيدًا.
منذ عامين ونحن نقول أنَّ مشكلة فينيسيوس يمكن حلها، عامين ظهر خلالهم لاعبين، وتألق لاعبين، وتطور لاعبين، وفينيسوس لا يزال نفسه.
بالطبع يقع على فينيسيوس لوم بأنه لم يحاول تطوير قدراته، خاصةً أنه يعلم أنَّ مدربه لن يساعده في ذلك كثيرًا، ولكن وسط كل ذلك، هناك حقيقة لا تأخذ حقها الكافي من الاهتمام، حقيقة أنَّ فينيسيوس يلعب في ريال مدريد، وهو قبل عامين كان يركض في ملاعب البرازيل.
في مدريد، أنت لا تملك فرصة كبيرة للتطور لو كنت شابًا صغيرًا حالمًا، حجم الضغوطات هناك يجعل كل تفكيرك منصب على أن لا تطالك الإنتقادات، وفي حالة لاعب مثل فينيسيوس، لاعب كان يلعب في دوري بمستوى الدوري البرازيلي، وجد نفسه فجأة في أكبر فرق اوروبا، يعوض على الورق رحيل أعظم لاعب في تاريخ النادي، الأمر أصعب بشكل مضاعف، فالمشكلة ليست فقط في حجم الضغوطات، بل أيضًا في أنَّ فينيسيوس لم يأخذ وقتًا كافيًا لينتقل من مرحلة اللعب في فلامينغو، إلى مرحلة استيعاب كل هذا.
بالنسبة لفينيسيوس، كل شيئ سار بسرعة، بسرعة أكبر من المعقول، فليس كل لاعب قادر على التأقلم والاعتياد، وليس كل لاعب جاهز كفاية حتى يكون لاعبًا أساسيًا في فريق بمستوى ريال مدريد.
لهذا كان مهمًا لجونيور أن يمر بمرحلة قبل ريال مدريد حتى يكتسب كل الأشياء الَّتي يفتقدها، حتى يطور لمسته الأخيرة، يتعلم متى يأخذ القرار، وكيف يكون مفيدًا على الدوام، بدلًا من الفوضى الَّتي يلعب بها، ولا يمكن الرهان على نجاحها دائمًا.
يحتاج فينيسيوس لمكان أكثر هدوءًا من ريال مدريد، ولمدرب يناسبه الاهتمام بالمواهب، وحينها، لن يكون يملك أي حجة حتى لا يصل إلى المستوى المتوقع له.