محمد عواد – من الأرشيف – سوبر – ليونيل ميسي، أسطورة حجزت مكانتها في التاريخ رغم أن ما تبقى من عمره الكروي أطول نظرياً مما انقضى، شاب أصبحت مقارنته بمارادونا وبيليه مشروعة بل يكاد ينتصر فيها لدى الأغلبية، يحطم الأرقام رقماً تلو الأخر، والجميع يصفق له وهذا حقه وأقل شيء يمكن فعله لأجله، لكن هناك جانب منسي في هذه الأرقام.
الجميع يصفق للبطل، الجميع يهلل للبطل، وهذه هي طبيعة الإنسان منذ الأزل وسوف تبقى إلى الأبد، كل هذا يتم معه نسيان الطرف الأخر، الإنسان الذي تحطم رقمه القياسي، الإنسان الذي أصبح ما فعله “لا شيء”.
من صاحب الرقم القياسي قبل جيرد مولر؟… لا أحد يعرف!
هل هناك شخص سجل أهدافاً أكثر من بيليه وأقل من مولر في عام واحد؟.. لا أحد يعرف!
من صاحب الرقم القياسي الذي حطمه أوسين بولت في سباق 100 متر؟ .. 99% منا لا يعرفون!
هذا هو الشعور الذي سيطر على جيرد مولر، ويسيطر على كل إنسان يتم تحطيم رقمه، “سينساني العالم”، ولحظة انتصاري ومجدي التي كنت أفتخر بها أصبحت لا شيء، لم يعد لها قيمة!، وكل ما عملت من أجله وتعبت وسهرت.. تم تحطيمه!
صحيح يستحق ميسي التحية والتهليل فهو مبهر حقاً…
صحيح يجب أن يفرح له العالم كله فهو مجتهد ونال نصيبه…
لكن ماذا عن ذلك الإنسان الذي فقد أهمية ما فعله وهو على قيد الحياة؟
ذلك هو الجانب المنسي من قصة تحطيم الأرقام القياسية، سواء كانت في كرة القدم كالتي شهدناها الآن مع ليونيل ميسي، أو في الرياضة كالتي نسمع بها في كل يوم…
هناك شخص يرفع يديه فخراً ومجداً؛ وأخر يضع رأسه أرضاً بعد أن دار به الزمان وأصبح ما كان مجداً مجرد شيء يذكر على سبيل التحطيم لا أكثر!