محمد عواد – من الأرشيف – سوبر – كل يوم يمر تزداد به قيمة ليونيل ميسي لاعب برشلونة في التاريخ، جوائز وأرقام قياسية جديدة، كلمات تشير إليه وتمدحه بأجمل الأوصاف، ولا ينكر عاقل أهمية ما يقدمه برشلونة لابن الأرجنتين بشكل يومي، ولكن هناك شيء قدمه له الكتلونيون أهم من كل شيء أخر، فما هو؟
إنه “المسؤولية”!
فعندما باع برشلونة رونالدينيو في صيف 2008، أصبح ليونيل ميسي الشخص الذي تتجه إليه الأنظار بالمسؤولية، ومن يومها تطور ليونيل بشكل مستمر، وحقق الألقاب وحقق الأمجاد، ومن قبل ذلك كانت الانتقادات تذهب لرونالدينيو بصفته الأهم إعلامياً حتى ذلك الوقت.
كلام عمومي .. أليس كذلك؟.. إليكم مزيداً من التفاصيل!
ليونيل ميسي مع الأرجنتين في عصر مارادونا لم يكن يقدم أي شيء يذكر للدفاع عنه، وحسب فكرة هذا المقال فالسبب أن المسؤولية إعلامياً على الأقل كانت مشتركة بينه وبين المدرب الذي يعتبر حسب كثيرين الأفضل في تاريخ كرة القدم، وبالتالي فإن التطور التدريجي الذي حصل بعد خروج دييغو ليس مسألة تكتيك ومدرب يفهم أكثر من دييغو، بل هي مسألة أن التركيز كله بات عليه والمسؤولية عليه، وما فعله ميسي مؤخراً مع المدرب سابيلا يؤكد تطوره تحت ضغط المسؤولية.
هل هو فقط؟
لا طبعاً فهذه فطرة بشرية، فانظروا إلى فان بيرسي بعد خروج سمير نصري وسيسك فابريغاس من ارسنال، وانظروا إلى شعراوي بعد خروج زلاتان، وانظروا إلى فرنسا لأن المسؤولية ضائعة فيها كيف لا نجد من اللاعبين أفضل ما لديهم كذلك حال انجلترا، بل وانظروا إلى بيرلو الذي لم يعد يشعر بالمسؤولية في الميلان فانخفض مستواه، وكيف عاد إلى القمة مع شعوره بذلك في اليوفي والمنتخب الإيطالي.
كاسياس!
نعم إيكر كاسياس مثال عكسي، فعندما باتت الأضواء على رونالدو انخفض مستواه، ولكن في اسبانيا نجد منه حارساً أخر وأفضل، والآن أنا متأكد أن ما أثير من ضجة حوله وحول مستواه جعلته يشعر بالمسؤولية وسيعود إلى شيء من كاسياس المميز في الحراسة.
خلاصة:
إن أهم شيء قدمه برشلونة من أجل ليونيل ميسي هو بالتأكيد المسؤولية، فتحمل المسؤولية يصقل البشر، ويجبرهم على إخراج أفضل ما لديهم، ولعل هذا ما قصده الشاعر الأمريكي جي جي هولاند بقوله “تسير المسؤولية جنبا إلى جنب مع القدرة والقوة.”