أشياء نتمناها من الاتحاد العربي لكرة القدم


بعد الصدامات السياسية والعسكرية العربية مطلع التسعينات، وبعد دخول فكرة أن البطولات العربية غير معترف بها دولياً رؤوس الجميع، وهي فكرة صحيحة، تراجع عمل الاتحاد العربي لكرة القدم، بل تراجع حتى عمل اتحاد الإذاعات العربية الناقل للمباريات الذي كان يسمى “أسبو”، لذلك من الطبيعي أن تجده يستخدم شعار تويتر القديم على موقعه !


كان الاعتقاد السائد بأن العمل الفردي هو الصحيح والمنطقي، لأن كلمة اتحاد عربي غير موجودة دولياً، ولأن النزاعات السياسية واختلاف وجهات النظر تسود الأجواء، فبات هذا النهج، لكن ماذا كانت النتيجة ؟

تراجع أسبو أدى إلى إثقال كاهل المشاهد العربي مالياً بسبب دخول فكرة البث المشفر تدريجياً، ولا أتحدث هنا عن بي ان سبورتس فقط الحالية، فجميع من سبقها طالب بمبالغ عالية، لا تناسب دخل كل من هو مقيم خارج بعض الدول الخليجية.

كروياً، تراجعنا بشكل واضح على مستوى المنتخبات وتسويق البطولات المحلية، فباستثناء أمم أسيا 2007 والملحمة العراقية، لم نكسب في هذه القارة أي بطولة أو نلعب أي نهائي في القرن الحالي، وباتت مقاعد كأس العالم للأخرين، ونحن نخطف مقعداً كل فترة.

 في حين الوضع كان في أفريقيا أفضل نسبياً من هذه الجهة، لوجود الاحتراف الخارجي الذي أنقذ العرب عبر الجزائر من الغياب تماماً في مونديالين على التوالي، ولكن لا يخفى أن المنتخبات الأخرى ذات الاسم الضعيف سابقاً وأنديتها باتت تقترب بقوة من مستوى العرب هناك، ولحظة الانقلاب الكامل غير مستبعدة.

ومع عودة الحياة للاتحاد العربي لكرة القدم بقوة مؤخراً، ومع وجود نشاط مختلف بنبرة أقوى مما كان عليه الوضع في الماضي، من حقنا أن نتقدم بهذه الأفكار والأمنيات:

بطولة أندية عربية واضحة المعالم
بطولة الأندية العربية الموسم الماضي كانت جميلة وجذبت اهتمام كثيرين، ومن المتوقع أن تكون البطولة المقبلة أجمل، ما نحتاجه هنا لإضفاء الطابع الرسمي “عربياً على الأقل” عليها، هو وضع طريق واضح للتأهل إليها، بعيداً عن مقياس الشعبية وما شابه، ووضع نظام سابق ثابت لها، ولو أضفنا تواريخ محددة مطلع كل موسم سيكون شيئاً عظيماً، وهذا يشمل حتى مسألة حقوق البث والاستضافة وما غير ذلك.

فكرة دوري المنتخبات العربية !
مثلما أطلق الأوروبيون دوري أمم خاص بهم، فنحن أحق وأجدر بدوري مشابه، لأن ما يجمعنا أكثر من الذي يجمعهم عندما نخوض في التفاصيل.

ربما نستفيد من فترة المباريات الودية التي تصل إلى 5 مباريات كل سنة، فتقام المجموعات بشكل مركزي في بلاد موزعة، ثم تتحول لاقصائيات، وكلها في فترة المباريات الودية، فبدلاً من اختبار لاعب في مباراة ودية، سيكون اختباراً أفضل له في مباراة رسمية على المستوى العربي.

أسبو .. هل من أمل ؟
ونتمنى أن نسمع موقفاً واضحاً عن أسبو، هل ما زال له أمل أو فائدة على المستوى الرياضي، أم أن علينا إلغاء الموضوع من ذاكرتنا.

قاعدة بيانات اللاعبين العرب
أضاف المحترفون العرب مؤخراً للدوريات الخليجية ذات القدرة الشرائية أمور إيجابية من النواحي الكروية والترويجية، فأمثال عمر السومة والشحات تفوقوا على محترفين أجانب قدموا بتكاليف وأجور أعلى.

لنكن صادقين، نحن في المنطقة العربية لا نتقن شراء الأجانب جيداً، إلا لو أثقلنا ميزانيات الأندية، وهذا أمر غير واقعي ومستدام، وفي نفس الوقت كل البطولات العربية تشتري محترفين، ولو اختلف الأمر بالمستوى والتكلفة.

ما أتمناه هنا، إطلاق مشروع قاعدة بيانات اللاعبين العرب، يشرف عليه الاتحاد العربي لكرة القدم بشكل مباشر، ويعمل فيه كشافة وصحفيون ، للبدء بتأسيس قاعدة من اللاعبين العرب المؤهلين لتمثيل أندية عربية أخرى، مع تحديد مراكزهم ونقاط قوتهم ونقاط ضعفهم وعدد عمليات الرصد لهم وبعض التفاصيل المالية المتعلقة بهم، حيث بمبلغ مليون دولار على سبيل المثال تستطيع جلب لاعب عربي أفضل بكثير من جلبك لاعب برازيلي بنفس المبلغ، ولا تعرف من أي جنسية تكون الموهبة الأفضل، ولنا في جورج ويا من ليبيريا خير مثال!

تنسبق تبادل خبرات حقيقي
أعلم جيداً، أن العرب يفضلون أن يكتبوا في صحفهم أنهم وقعوا اتفاقية تبادل خبرات مع الاتحاد السلوفاكي لكرة القدم من قولهم وقعنا مع اتحاد عربي مجاور، فهم لا يشعرون أن الأخيرة لها تأثير حقيقي على إظهار أنفسهم يعملون باجتهاد.

ربما تنسيق عملية تبادل خبرات، مثل عمل يوم كل شهر يتعلق باتحاد بلد معين ، يحضر فيه ما فعله خلال سنة، وأبرز التجارب والخيبات، ويلتزم أعضاء الاتحادات الأخرى بإرسال مندوب للاستماع، فلا تدري فعلاً أين الفائدة، ولا تدري أي فكرة قد تأتي وتساعد اتحاد معين على تسريع خطواته.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *