ماهي الأسباب التي أدت إلى مشاكل ريال مدريد ؟


أسامة زهير – تعرض ريال مدريد في الأسابيع الماضية إلى تعثرات كثيرة ربما أكثر المتشائمين لم يتوقع كل هذه النتائج السيئة جداً أن تحدث للفريق، وأصبح المشجعين يتساءلون عن الأسباب التي أدت إلى إنهيار الفريق رغم تتويجه الموسم الماضي بالدوري وكأس السوبر الإسباني.
إنهيار الفريق الكبير مثل الريال لم يأتي فجأة فهو بالأصح كان متدرج موسم بعد موسم إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه حالياً، والسبب ليس كما يقول البعض أن رحيل رونالدو هو من جعل الفريق يفتقد لهيبته بل هناك عدة اسباب اخرى وهي:
*سوء إدارة بيريز للميركاتو:
لنعود للوراء قليلاً عندما توج الريال بخماسية تاريخية وبعدها أتى صيف ٢٠١٧ كانت إدارة بيريز قد استغنت عن عدة لاعبين مهمين أبرزهم (بيبي- جيمس – موراتا…. ) ولم يعوضهم بلاعبين ذو جودة عالية فأصبح يجلب مواهب صغيرة التي عادة تنجح عندما تلعب مع النجوم بمستواهم العالي ليكتسبوا الخبرة، لكن أن تعتمد عليهم في نادي مثل الريال صعب جداً لأن الضغوط هناك كبيرة تؤثر عليهم وتشتت ذهنهم وتُهبّط من مستواهم.
فبيريز واصل على هذا الفكر المتقشف وعندما طالب رونالدو براتب أعلى رفض أن يجدد له وباعه بسعر أعلى من الذي جلبه قبل ٩ سنين وقتها كان يفكر أنه الرابح ويمكن تعويضه بلاعب مثل فينسيوس ورودريجو وماريانو دياز لانهم يملكوا المهارة و التهديف ونسي أنه استغنى عن من يجلب له ٥٠ هدف على الأقل في الموسم، وبسبب هذا قلت هيبة الريال على الأقل هجومياً.
وبعدها بموسم جلب هازارد بعد أن بخس بسعره وبقي له سنة واحدة مع فريقه ومع ذلك دفع مبلغ كبير مقابل لاعب لم يصاب من قبل كثيراً مع فريقه على عكس ما هو حالياً فخيب أمل رئيسه ومدربه وجماهيره، فالرجل الأسباني كأنه استغنى عن الموظفين أصحاب الكفاءة وجلب من لا يمتلك الخبرة لشركته لأن القرارات اضعفت دكة الفريق وقلت جودته وجعلت نفسه قصير جداً.
* عيوب زيدان:
في عام ٢٠١٦ كان الفريق يحتاج لمدرب مثل زيدان لأنه كان هناك نجوم قد عرفوا مهامهم في الملعب واكتسبوا الخبرة الكافية ليعتمدوا على انفسهم فكانوا يحتاجون فقط لمن يسيطر على غرفة الملابس ويعطيهم بعض النصائح والتحفيز الروحي قبل الدخول للملعب وتنبيههم لأخطائهم خلال المباراة، لكن بعد رحيل أغلب النجوم من الريال وهبوط مستوى معظم النجوم الحاليين وجلب بيريز لمواهب صغيرة لم يستطيع زيزو بتطوير قدراتهم وتوظيف مهاراتهم وإعطائهم النصائح بتحركاتهم التي تفيد الفريق بالشكل المطلوب مما قلل الفعالية في الملعب.
وهذا ما يعيب زيدان أنه مدرب يعتمد على جودة اللاعبين وخبرتهم ويعتمد أيضاً على الأسلوب الدفاعي وترك الكرة للخصم وعندما يهاجم يعتمد على العرضيات التي أصبحت لا تجدي نفعاً لعدة أسباب وهي” لعدم وجود مهاجم يقتنص الفرص، وأيضاً بسبب قُصر قامة اللاعبين الموجودين في المقدمة ، وبنفس الوقت فهم الأندية لهذا الأسلوب فيمكن ايقافها بسهولة بمراقبة المدافعين داخل الصندوق للمهاجمين.
لذلك عدم التعلم من الأخطاء وعدم التنويع بالحلول وعدم وجود أسلوب يتبعه وحتى عدم الإستقرار بالتشكيلة وايضاً ثقته العمياء لحرسه القديم و مجاملته لمعظم اللاعبين الفرنسيين كل هذا أدى إلى إنهيار الفريق في الفترة الماضية.
* الإصابات وعدم تحمل المسؤولية من اللاعبين:
كمية الإصابات التي تلحق في اللاعبين سببها وجود طاقم طبي سيء جداً لا يقيم حالة اللاعبين وتحديد المدة اللازمة لشفائهم من الإصابة لذلك تكثر الاصابات وتتكرر، وبنفس الوقت تشعر كأن بعض اللاعبين الأخرين تعوّدوا على الخسارة فأصبحوا غير متحملين المسؤلية ولا يملكوا الحافز لتقديم الأفضل في الملعب، وهذا ما يسمى بالإنهيار الذهني و استهلاك النجوم الذين تشبعوا وعدم إستحمال المواهب الصغيرة للضغط، وعدم اعطائهم لتعليمات تعطي الحلول فأدى الى ضياعهم في الملعب.
في عالم كرة القدم كل نادي يمر بمرحلة فراغ وهذا ما يحدث مع الريال حالياً بعدما حقق نجاحات كبيرة في المواسم السابقة وذلك ليس بسبب رحيل نجم كبير أو حتى بسبب المدرب بل تكون الأسباب على مراحل ومتجزأة على الجميع فالرئيس يتحمل المسؤلية بنسبة ٦٠٪؜ والمدرب يتحمل ٢٥٪؜ واللاعبين يتحملوا المسؤلية بنسبة ١٥٪؜، فبيريز لم يعرف حتى الأن كيف يقود المرحلة الإنتقالية وبناء فريق من جديد، وزيدان لم يجدد ويطوّر من أفكاره واللاعبين استهلكوا في الملعب.
وللضرورة أحكام فالتغيير أصبح أمر مهم جداً للفريق ويجب القيام بتغيير الأفكار والعمل على تطوير مستوى اللاعبين بشكل جدي وعندما تغيب الجودة وتأتي الإصابات لبعض اللاعبين تعوضها الحلول تكتيكية التي غالباً ما تحسن الأداء وتعطي الحلول دائماً وهذا لتسيير الفريق حتى نهاية الموسم ليحصد ما يمكن حصاده وإنقاذه قبل فوات الأوان، وبعدها يمكن تقييم الوضع للمدرب وعلى أساسه يتم دراسة الميركاتو والقيام بثورة حقيقية جديدة ونسيان بناء الملعب الجديد لإن لا فائدة من بناء الملعب دون نجوم ذو كفاءة يحاربون فيه.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *