(مسودة مقال من أكبر مما يعتقدون – 2- )
لم أمارس اليوجا إلا دقائق في حياتي، ولا أعتقد أنني سأمارسها مرة أخرى، فالمسألة كما يقولون تناغم مباشر، بينك وبين ما تقوم به، وهناك بدائل دوماً، وسوف يبقى بديلي الرئيسي لعقل أكثر صفاوة، وحياة أقل توتراً… القراءة.
تعرفت على مدربة يوجا في تلك الجلسة، واستمرت المقابلات بيننا لعدة مرات بعدها، لأنني كنت أنسق معها لخلق برنامج مصور في إحدى الشركات التي أعمل فيها، عن خطوات اليوجا، وما يجب على الإنسان فعله ليتعلمها ويمارسها بالتدريج.
أول كلمة قالتها خلال التصوير “أصعب شيء في اليوجا، أن تضع البساط على الأرض”، ومباشرة تذكرت صديق لي، يريد ممارسة اليوجا منذ سنة ونصف، لكنه كان دائماً يتحجج بعدم شرائه البساط، وأنه سوف يفعل السبت المقبل.
لو تأملنا حياتنا، لوجدنا أن كل شيء حلمنا به، ولم نحققه، كان بالأساس لأننا لم نبدأ به، أو سوفنا في كل خطوة من خطواته، فدائما نقول “غداً سوف نفعل”، وبالتالي بدلاً من أن يكون الحلم قريباً، جعلناه بعيداً.
اليوجا، مثل أي شيء في الحياة، يحتاج أن تبدأ الخطوة الأولى، وبعدها الثانية والثالثة، حتى تصل لما تريد، فالبساط يتم وضعه أولاً، ثم الجلوس، ثم الاستماع والتطبيق، وإعادة التطبيق، حتى تصبح قادراً على السيطرة على ذهنك، بشكل ينعكس عليك إيجاباً.
في رحلة الأهداف، أسهل أمر هو وضع الهدف، ولكن الأصعب، هو أخذ الخطوة الأولى فيه، وها يجعلنا أفهم ما قصده مارتن لوثر كينج “الإيمان، أن تأخذ الخطوة الأولى، رغم أنك لا ترى الطريق كاملاً”.
الخطوة الأولى لها مفعول السحر، أطلقت شركتي قبل أشهر، لم تكن ثقتي بالمشروع مطلقة وما زالت الأمور لم تتضح حتى اللحظة، لكنني رددت للمقربين “لا أريد أن أندم وأنا في الستين، عما كان سيجري لو جربت”، لكن حالما قمت بتسجيل الشركة، ودفع الرسوم، وبدء الانتقال للعمل، بدأت الأفكار تتجمع، والخطوات تتوضح، فهي تساعدك.
سواء كنت تريد بناء عضلات، أو تتعلم لغة جديدة، أو أن تسافر للمالديف، فكل المطلوب أن تقوم بالخطة الأولى، وبعدها تأتي الخطوات لك تباعاً، فهذه هي سنة الحياة، تخضع لمن يقبل، وتعاند من تراه يتردد، بل تتنمر عليه.
لتحميل الجزء الأول .. اضغط هنا
روابط مهمة:
– معلومات عن لاعبين
– معلومات عن الأندية
تابع الكاتب :
سناب شات : m-awaad