المختار لحمود –
إِذَا عَذَلَ الْعَذُولُ إِزْدَادَ شَوْقاً
وَ تِهْـيَامًا فَلَمْ يُطِعِ الْعَـذُولَــا
أُحَاوِلُـهَا الْوِصَالَ وَ أَلدٌرِيـهَا
وَ تَـمْنَعُ وَصْـلَهَا إِلَا قَلِيـلــا
هكذا نشد أشرف معاتباً ناديه ريال مدريد، ففي الحين الذي توهم الأسد الحكيمي أن إبهاره اللافت سيشفع له بجذب الجهاز الفني لمدريد و من ثم التواجد في تشكيلة زيدان و لو احتياطياً أتت الأخبار الرسمية المناقضة لذلك من إيطاليا، لتخلص الفتى اليافع من عنجهية كازبلانكا و حديث ذو شجون مع النفس قد جرى : ” ريال لقد عشت معك شعور أول مرة من كل شيء و هذا يكفي لأتذكرك دائما ، و الآن لدي حاضر و سأعيشه. “
أشرف حكيمي من مواليد 04 نوفمبر 1998م بالمغرب، اشتد لين عظامه الكروي في أكاديمية لا فابريكا، هناك ترعر ليجد الفرصة سانحة له بالتواجد ضمن الفريق الأول 2016 و يتوجه باللعب للمرة الأولى مع الأبيض أمام باريس في مباراة ودية، وعندما برزت موهبته حد الإجماع، هاجر إلى دورتموند معاراً، في ألمانيا نضج و رفع الستار عن علو كعبه و عظمة شأنه، و ليس مجازاً إذا صُنِف خامس أفضل ظهير و ما المعطيات و الأرقام إلا دليلاً قاطعا على ذلك.
تسريح حكيمي ليس من الحكمة، مدريد ضيعت ظهيراً عصرياً بامتياز ، و الندم هو ما ستتمخض عنه الأيام القادمة.
المستفيد الأول من هذه الصفقة هو أشرف عينه، فاللعب في بلاد علم الدفاع و العمل تحت إشراف أحد أبرز فلاسفة ذلك المجال ” كونتي ” سيضفي اللاعب خبرة و صلابة و يكسيه ثقافة تكتيكية غنية و مفيدة، و لن يزيده ذلك إلا تألقاً و عطاءاً في بقعة قيل عنها ” جنة كرة القدم “، كما أن إنتر ميلان يحسد على هذا الانتداب العالمي الذي سيعود بثمره الوافر في القريب العاجل.
الجوكر حكيمي يجيد اللعب بالمقدمين و جودته في الأظهرة هي نفسها في قلب الدفاع، و لا تنسيه جدوائيته الهجومية -سواء بأهدافه أو صناعته- في أدواره الدفاعية.
عرضياته، و ضربات جزاء ، وتسديداته كابوس يعرقل صفو كل حراس خصومه، وسرعته أرهقت المشاهد قبل من يجاوره.
إذا كان من أبجديات المنهج أن لكل لاعب مركز ثابت يبدع فيه فإن أشرف حكيمي يشذ عن هذه القاعدة، على خلفية ما يمتلك من خصوصية،
النيراتزوري و حكيمي متعة ستنمو كنبتة و للحديث عنها بقية.