مقال الاثنين : خسارة لاعب مجاناً أفضل تجارياً بعض الأحيان!




محمد عواد – دائماً نكرر في الإعلام قولنا “الفريق الفلاني سيضطر لبيع لاعبه هذا الصيف، كي لا يخسره مجاناً في الصيف المقبل”، ونبدو واثقين بكلامنا، وكأن الحل التجاري الأفضل دائماً بهذا القرار الذي يبدو “صحيحاً” للوهلة الأولى.
قبل فترة، كنت أقرأ بقانون بوسمان الشهير الذي مهد الطريق لرحيل اللاعبين مجاناً، وقادني الفضول ومحاولة البحث عن جديد، إلى ملفات ودراسات غاية في التعقيد، تبحث معظمها التأثير الاقتصادي للقانون، لاتفاجأ أن هناك معادلات غاية بالتفصيل، تجيب سؤال “متى يصبح أفضل أن تخسر لاعب مجاناً؟”.
معادلات من أخصائيين اقتصاديين، لا أعرف إن كانت معادلاتهم يتم تطبيقها فعلاً في الأندية، لكنها أفكار تعتمد عناصر الاحتمالات لتوقع تألق اللاعب، وتأثير هذا التألق مالياً، بالإضافة إلى فارق الراتب الذي يطلبه، فالمعلوم أن اللاعبين عندما تقترب عقودهم من النهاية يطلبون أموالاً أكثر.
على سبيل المثال، قرر بروسيا دورتموند السماح لروبرت ليفاندوفسكي بالرحيل مجاناً في صيف 2014 عندما فقد الأمل بتجديد عقده، فرفض النادي الألماني كل العروض في صيف 2013، وقرر أن يخوض المهاجم البولندي معه موسم 2013-2014 التالي.
وكيل أعمال ليفاندوفسكي خرج في مايو 2013 بتصريحات مفادها “لدينا عرض مهم، مقنع لموكلي، ومقنع لإدارة دورتموند مالياً، وهم وعدونا بأن يخرج اللاعب في حال وصول هذا العرض”.. لكن الرد على هذا التصريح، كان أن دورتموند لم يقبل هذا العرض.
خلال ذلك الموسم، سجل ليفا 20 هدفاً في بطولة الدوري (25% من أهداف بروسيا دورتموند) ليحتلوا المركز الثاني، كما سجل 6 أهداف في دوري الأبطال ساعدت بروسيا على التأهل في واحدة من أكثر المجموعات تنافسية في تاريخ البطولة الحديث، إذ تساوى دورتموند وآرسنال ونابولي بالنقاط في نهايتها.
لو تم حساب فائدة استمرار ليفاندوفسكي المالية على دورتموند، من حيث التأهل للنسخة التالية من الأبطال، أو التقدم خلال الموسم إلى دور الثمانية، فقد كان الحاسم أمام زينيت في دور الستة عشر، لنجد أن تأثيره المالي أعلى من 40 أو 50 مليون يورو كان سيحصل عليها بروسيا دورتموند في صيف 2013.
استخدمت مثال روبرت لأنه الأوضح لفائدة رحيل لاعب مجاناً، فموسمه الأخير مؤثر، وتم دمج صفقات جديدة في ظل وجوده، وهذا يجعلنا نفهم ما قاله كلوب في يوليو 2013 “أعتقد ليفا سيرحل في نهاية عقده إلى بايرن ولكننا لن نبيعه الآن، وعلينا التخطيط قبل الوصول للحظة الرحيل”.
ويضاف لهذه الحسابات فارق الأجر الذي يطلبه اللاعب الذي يقترب عقده من النهاية، فبعض الأحيان تكون فائدة اللاعب الرياضية أقل من فارق أجره على مدى 5 سنوات، خصوصاً أن رفع أجر لاعب واحد، سيؤدي تدريجياً لرفع أجور باقي اللاعبين الجيدين الذين سيصطفون في الدور لطلب تحسين وضعهم.




عدد كبير من اللاعبين سنعرف مصيرهم “المجاني” خلال شهور، أشهرهم بالتأكيد ليونيل ميسي ..ولو رحلوا يجب ألا نركز على أن النادي لم يستفد مالياً منهم، بل يجب تحليل “ما تم فعله للتحضير للحظة رحيلهم، من الاستفادة منهم رياضياً لآخر لحظة ومن تأمين البديل المناسب وعدم الانتظار لآخر لحظة.”


تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad



Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *