دروس تعلمها مورينيو في مدريد وطبقها في تشيلسي

محمد عواد – كووورة – يسعى المدرب جوزيه مورينيو بقوة إلى استعادة بريقه في عالم كرة القدم بعد موسمه الماضي المخيب في تشيلسي، ويدرك البرتغالي أن أي إخفاق هذا الموسم قد يطيح به لعمله مع مالك نادٍ لا يؤمن بمفاهيم الاستقرار.


يوم أمس أعلن تشيلسي عن التعاقد مع ديديه دروجبا المخضرم والبالغ من العمر 36 عاماً، وهو ما يلفت الانتباه إلى دروس تعلمها مورينيو من تجربته المدريدية، التي كان فيها أياماً حلوة وأياماً سوداء خصوصاً في موسمه الأخير.


1- لا حارس وحيد في الفريق:
أدرك جوزيه مورينيو في ريال مدريد أن وجود حارس واحد فقط من دون منافسة في الفريق أمر سلبي للنواحي الرياضية والإدارية، فرياضياً يفقد الحارس عنصر المنافسة وبالتالي لا يخشى على مكانه، وفي المسائل الإدارية تصبح قوة هذا الحارس متنامية أمام قوة المدرب .. وهذا ما حصل في جدلية كاسياس -مورينيو.


لذلك عمد “السبيشال وان” منذ موسمه الأول إلى جلب مارك شوارزر وضمن وضع تنافس مع بيتر تشيك، وهذا الموسم جلب كورتوا وأبقى على تشيك، حتى لا يعتقد البلجيكي أنه الآمر الناهي أمام المرمى، وأبقى الضغط وتوازن القوى موجوداً.


2- خطة 4-2-3-1 تحتاج ثلاثة مهاجمين وليس اثنين:
في ريال مدريد اعتمد جوزيه مورينيو في موسميه الأول والثاني على مهاجمين اثنين كريم بنزيما وهيجواين، وعندما تعرض أحدهما للإصابة كان يعاني من غياب عنصر المفاجأة لافتقاده أي تبديل، كما أن إصابة الثاني أو سوء مستواه في المباراة كان يضعه في ورطة، هذا الخطأ حاول السبيشال وان تداركه في الموسم الثالث بمنح موراتا بعض الدقائق لكنه اللاعب لم يكن قد نضج بعد.


على العكس من الاعتقاد بأن لاعبين يكفيان في كل مركز فخطة 4-2-3-1 تحتاج ثلاثة مهاجمين تماما كمسألة حارس المرمى، هذا الدرس انعكس على أول سوق لمورينيو في تشيلسي، فعالج المسألة وامتلك ثلاثة مهاجمين؛ ايتو – ديمبا با – توريس، وفي هذا الموسم عوض رحيل ايتو بدروجبا، ورحيل ديمبا با بدييجو كوستا، مع انتظار رحيل لوكاكو المرتقب، ولن يكون دروجبا إلا خياراً ثالثاً، وبالتالي فإن الحديث عن إضافته الرياضية على أنه صفقة أساسية ليس منطقياً.


3- بيع أي أزمة متوقعة:
كان خوان ماتا احتياطياً، بدأت المسألة تتحول إلى بعض القلق والصداع .. فكان القرار بيعه لمانشستر يونايتد! .. الآن تلوح بالأفق نفس المسألة مع لوكاكو، فلاعب لا يرضى بالاحتياط ويفتعل المشاكل يجب أن يرحل في حال كان المدرب مؤمنا بقراره وكانت الإدارة تدعمه.


4- عدم شراء لاعبين محسوبين عليه:
في ريال مدريد ومنذ وصوله قام جوزيه مورينيو باستقدام ريكاردو كارفاليو، ثم كان شراء فابيو كوينتراو، وبالتالي تكون لديه 4 لاعبين برتغاليين تم احتسابهم عليه كنواة حلف يقوده شخصياً، في تشيلسي مورينيو لم يحاول ضم أي من لاعبي ريال مدريد وإن تحدثت الصحف عن فاران وخضيرة ودي ماريا وحتى أوزيل الذي كان متاحاً في السوق، وسبب ذلك أنه لا يريد خسارة 23 لاعباً من أجل بعض الأسماء التي يمكنه تعويضها بلاعبين آخرين.


على العكس من ذلك، مورينيو اشترى سيسك فابريجاس الذي طالبه قبل فترة بالصمت ووجه له أمراً بالحرف الواحد قائلاً “اخرس”، ثم ارتبط مع لاعبين أخرجوه من قبل نهائي دوري أبطال أوروبا أمثال كوستا وفيلبي لويس، كإشارة واضحة على أن كرة القدم أولوية لديه.


5- إدراكه أهمية جنرال اللاعبين الذي لا يلعب:
في انتر ميلان لم يلعب  ماتيرادزي كثيراً في موسم الثلاثية، لكن الصحافة الإيطالية رأت فيه بطلاً من أبطال ذلك الموسم رغم لعبه 94 دقيقة فقط في دوري أبطال اوروبا، فقد كان بمثابة الجنرال الضابط للاعبين الذين ينوون التمرد وساعد على وحدة الصف، وما موقفه مع ماريو بالوتيلي بعد إلقائه قميص الانتر عقب الفوز على برشلونة 3-1 في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال اوروبا إلا دليلاً على أهمية الجنرال.


مورينيو كان يحتاج هذا اللاعب في ريال مدريد، ربما ندم على السماح لراؤول بالرحيل، فلو استمر لكان ضابطاً لغرفة تغيير الملابس محافظاً على وحدتها وإن لم يلعب، ولكنه الآن تعلم هذا الخطأ وجلب جنرالاً يملك افضل تاريخ مع تشيلسي ألا وهو ديديه دروجبا.


6- خطة 4-2-3-1 تحتاج لاعب صندوق لصندوق حيوي وعالي الجودة:
في خطة 4-2-3-1 مع ريال مدريد امتلك جوزيه سامي خضيرة كلاعب صندوق لصندوق وتشابي الونسو كصانع العاب متأخر بوظائف دفاعية، مورينيو أدرك ضعف سامي الفني وإن كان مردوده البدني كبير للغاية، والذي انعكس على أحداث بعض المباريات المهمة، ففكر بسيسك فابريجاس، لاعب حيوي لكنه بنفس الوقت عالي الجودة على الكرة وقادر على تسجيل الأهداف على العكس من سامي.


لم يفكر بالتوجه لسامي خضيرة رغم أن الأخير كان سيشكل مع ماتيتش سداً دفاعياً قوياً، وفضل أن يعتمد على ماتيتش كقاطع كرات ومحور وسط دفاعي بحت والاعتماد على سيسك والمغامرة قليلاً في الناحية الهجومية، وعندما يقرر الدفاع يستطيع استخدام راميريس كجناح أيمن يؤمن الزيادة والارتداد السريع.


درس مهم أخر أضافه مورينيو لقائمة معلوماته .. فانعكس بالتنفيذ في سوق الانتقالات.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *