محمد عواد – صحيفة القدس العربي – أعلن مانشستر يونايتد عن إقالة ديفيد مويز بعد عشرة أشهر من تدريبه للشياطين الحمر… فترة قصيرة لم يتوقعها أحد لمدرب إيفرتون السابق، فكان رحيله وتولى رايان غيغز المهام لفترة مؤقتة.
عقب خروج مويز، بدأت الصحف الإنكليزية تنشر خفايا الفريق الأول التي ساهمت بسرعة إقالته، فتبين أن بعض اللاعيبن كانوا متمردين لدرجة مطالبة الحكم بطرد المدرب أثناء مواجهة الذهاب ضد أولمبياكوس ساخرين منه، في حين كان آخرون يتعمدون التأخير عن مواعيد السفر وآخرون يتذمرون من التدريبات، ومنهم من كان ينتقد تكتيكات المدرب علانية، فخسر السيطرة وبالتالي خسر مكانه.
خلافة السير اليكس فيرغسون ليست مشكلة تكتيكية، فكل المدربين الخبراء يعرفون أساسيات التكتيك في كرة القدم، لكن المشكلة في خلافة السير تكمن برحيل جنرال حنون، رجل كان يحكم بقبضة من حديد وبنفس الوقت يشعر اللاعبين بأنه بمثابة والدهم، ولقطة العناق بينه وبين رونالدو بعد المواجهة في دوري الأبطال أكبر دليل، وهو الرجل الذي كان قد حكم «أنا» كريستيانو بقوة أثناء وجوده في مانشستر يونايتد.
وإن كان الهولندي لويس فان غال هو الجنرال المرشح للتدريب حتى الآن، لكن تاريخه لا يظهر بأنه حنون، في حين لم تتم معرفة مستوى دييغو سيميوني ويورغن كلوب عند التعامل مع النجوم الكبار من حيث السيطرة عليهم وفرض شخصية الجنرال، وبالتالي فإن مانشستر يونايتد أمام خيار المغامرة من جديد بمدرب، قد يبدو للوهلة الأولى مناسباً لكن التجربة تثبت عكس ذلك، فخلافة السير أكثر من مجرد حماس في الملعب وقراءة خصم، فهي إدارة نادٍ بأكمله أكثر من مسألة إدارة فريق.
ربما يدرك السير اليكس فيرغسون الآن أنه وضع ديفيد مويز باختبار أكبر منه بكثير، بل إن السير ذاته ربما لم يعرف المؤهلات المطلوبة لخلافته فظن أن المسألة سهلة مثلما كانت بالنسبة له، وبعد إقالة مواطنه بات السير مطالباً، لو كان له رأي في مسألة اختيار خليفته، أن يحلل ماذا نقص مويز، ومن ثم يبحث عن أقرب المدربين لتلك الصفات… فالجنرال الحنون هو الحل الوحيد كي يعود مانشستر يونايتد لعهد الشيطنة.