سوق مانشستر سيتي الهادئة .. مبررة فنياً ومالياً

محمد عواد – كووورة – يعمل مانشستر سيتي بهدوء كبير في سوق الانتقالات، لم يضم أي نجم ولن يضم أي نجم على الأغلب حتى نهاية السوق، فالفريق اكتفى بصفقات لاعبي خط الوسط فرناندو من بورتو وبرونو زوكوليني من راسينج الأرجنتيني إضافة إلى الحارس ويلي كاباييرو حارس مالاجا والصفقة المجانية بكاري سانيا، ومن المتوقع أن ينضم المدافع الفرنسي مانجالا في الأيام المقبلة إلى صفوف القمر الأزرق، ليتم بالتالي تدعيم مركز قلب الدفاع. 

في المقابل سمح مان سيتي لجوليون ليسكوت بالرحيل والحارس بانتيليمون كذلك، ووافق على بقاء جاريث باري لكن بصفة دائم هذه المرة مع ايفرتون، أي أن الفريق لم يغير كثيراً من جلده حتى الآن.
  
فنياً .. الأمور صحيحة:
 عانى مانشستر سيتي في الموسم الماضي من ضعف في مركز قلب الدفاع، ولم يكن لديه العمق الكافي في محاور خط الوسط كلما أصيب فرناندينيو أو يايا توري في ظل عدم قدرة خافي جارسيا وجاك رودويل على إعطاء مردود يليق بحجم طموح مانشستر سيتي، وبالتالي جاءت الصفقات التي تضمن العمق في هذا المكان وتعطي الخيارات الفنية الإضافية للمدرب مانويل بيلجريني.

ومن عيوب السيتي أيضاً كانت ضعف خط الدفاع وعدم وجود بديل لزاباليتا في الجهة اليمنى مع عدم الثقة بميكا ريتشاردز، فكان التعاقد مع بكاري سانيا كغطاء للظهير الأيمن الأرجنتيني، كما أن صفقة مانجالا كقلب دفاع ستكون تدعيماً ممتازاً ليكون أساسيا بجانب كومباني.

في خط الهجوم لا يحتاج مانشستر سيتي للتدعيم، الفريق يملك رأسي حربة من طراز ممتاز هما إدين دجيكو والفارو نيجريدو، كما أن لديه على مستوى الأجنحة واللعب خلف المهاجم أسماء مميزة مثل نافاس ونصري وحتى سيلفا، ولا يمكن نسيان أن نصف الموسم الماضي كان من دون أجويرو المصاب، كما أن الفريق لم يستفد كما يجب من ستيفان يوفيتتش بسبب إصابته الطويلة في بداية الموسم التي أفسدت عليه ما تبقى منه، مما يجعلهما كصفقتين جديدتين في الموسم المقبل.

فنياً، عمل مانشستر سيتي على تعزيز كل نقاط ضعفه بشكل صحيح ومدروس، ورفع جودة الخطوط الضعيفة لديه، وفي المنطقة الأمامية لم يكن هناك خيارات عديدة أفضل مما يملكه هو، وكان عدم الدخول في صفقات هناك منطقياً للغاية..

مالياً.. مانشستر سيتي مضطر:
يدفع مانشستر سيتي سنوياً فاتورة أجور لاعبين تصل إلى 233 مليون جنيه استرليني حسب بعض المصادر، في حين أن دخل النادي يقترب من 271 مليون جنيه استرليني، هذا يعني أن فارقاً مقداره 38 مليون جنيه استرليني فقط يبقى لاستخدامه في تشغيل أمور النادي الأخرى من أجور الإداريين والعاملين وغيرها من تكاليف الأنشطة، حتى لا يدخل النادي في منطقة الخسارة.

وحسب قوانين اللعب المالي النظيف فإن مانشستر سيتي بصفته مملوكاً من جهة خاصة فإنه يستطيع تحقيق خسارة تصل إلى 45 مليون يورو في الموسم المقبل 2014-2015، بحيث يدفع المالك فارق الخسارة ويبقي النادي في حالة مالية سليمة يدفع من خلالها فواتيره كلها.

فاتورة الأجور المرتفعة هذه، وفي ظل عدم رغبة بعض اللاعبين الخروج من الفريق نظراً لعدم إيجادهم أي فريق آخر يدفع لهم مثلما يتقاضونه حالياً، ومع انتظار زيادة دخل النادي المتوقعة بارتفاع معايير شهرته نتيجة نجاحاته المحلية التي تحتاج لتدعيم بنجاحات في دوري أبطال أوروبا، فمانشستر سيتي مضطر لمثل هذا النوع من الصفقات المحدودة حتى لا يقع في فخ العقوبات من جديد، خصوصاً أنه أراد إبقاء نجومه الأساسيين كلهم.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *