أعلن فيكتور فالديس اعتزاله كرة القدم، ثم قام مباشرة بإلغاء كل حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة به، ليفي بوعده الذي قطعه عام 2015 لقناة كولومبية “عندما أعتزل، أتمنى أن يكون من الصعب إيجادي للتركيز على عائلتي”.
قبل فترة، انتشر مقطع لفيكتور فالديس يتحدث خلاله عما اكتشفه من بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي، وكان فيه متأثراً جداً، ويتحدث عن أن أكثر شيء اكتشفه خلال لعبة كرة القدم، أنهم أخذوا منه حياته الحقيقية مقابل المال ، لدرجة أنه نسي طعم السعادة عندما تقوم بشراء قهوة من محل، أو لحظة وصول حافلة نقل عام.
فالديس، مر كثيراً بتجارب يمكنني القول أنها علمته الحياة من وحي كرة القدم، تحدث عند رحيله عن برشلونة قائلاً “لم أشعر بالثقة هنا أبداً، كانوا دائما يتذكرون أخطائي السابقة”، وفي هذا درس، أن الناس قد تنسى تصديك لكرة هنري في نهائي 2006 وانفرادة دروجبا 2009، ويتذكرون أخطاء من الماضي، فالسيئة بألف من أمثالها لدى الناس.
تعلم فالديس جيداً أن الحياة صعود وهبوط في مسيرته، وتعلم أن لا شيء أقوى من وحدة الفريق، وتعلم أن الأخطاء جزء من تطورنا، وتعلم أن الأفكار الثورية تحتاج لمجموعة ثورية كي تصل بها إلى تحقيق السداسية، وتعلم أيضاً، أن المصالح تحكم هذا العالم، وأن كل واحد فينا في شركته، مجرد قطعة قابلة للاستغناء حالما يتوفر من هو أفضل منا.
تعلم أن لا أحد سيحترم تاريخك إلا من خدمته فيه، تعلم أن الأندية لم تعامله مع برشلونة كما يجب، فهو خدم غيرهم، وما يسمعه عن احترام المسيرة وغيره، ليس مجرد كلام مثالي ينشره شباب في شبكات التواصل، ولا يطبقه أحد.
تعلم أن أجواء الشهرة والأضواء قد تغري كثيرين، يتمنونها ويريدون العيش فيها، ربما رغبة بالمال أو رغبة بالشعور بالأهمية، لكنها أجواء لا تناسب الغالبية، وتمتص أرواحهم، تحولهم إلى قطع من البلاستيك، وما سماعنا عن حالات انتحار نجوم يومياً، أو حالات اكتئاب وإدمان، إلا دليل ، أن لا شيء مجاني في هذه الدنيا.
خرج فيكتور فالديس، خرج بعد أن عرف العالم أنه حارس جيد رغم أخطاء الماضي، لا يمكن التشكيك بأنه جيد، إلا من قبل تلك الفئة التي لا تشاهد ، لكن تحب إصدار الأحكام من دون فتح أعينها، لكن أهم ما في خروجه أنه قرر العودة لما يكونه … إنسان طبيعي.
روابط مهمة:
– معلومات عن لاعبين
– معلومات عن الأندية