قبل بضع سنوات، جاء ابن أخي وقال لي “بولاسي أفضل لاعب في البريميرليج”، فسألته “أين هازارد وأجويرو .. الخ؟”، فقال “شاهد هذا الفيديو!”.
لأكون صادقاً، صدمني الفيديو، بولاسي خارق، تسأل “هذا ميسي متنكر!”، لكن من حسن الحظ أنني كنت قد شاهدت عدة مباريات وقتها له عندما كان مع كريستال بالاس، وأعرف أن هذا الفيديو يجعله يبدو أفضل من الواقع 76 مرة.
وبعدما مضت صفقة داونينج بشكل كارثي في ليفربول، وبات من أسوأ صفقاتهم في العصر الحديث، كانت هناك سخرية مستمرة من جماهير الفرق المنافسة بنشر مقاطع فيديو قديمة له انتشرت على يوتيوب وقت التعاقد معه، تظهر أن الريدز قد تعاقد فعلاً مع موهوب خارق!
تلمس في شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام طبيعة نجوم يوتيوب هذه، فكل ما يكفيك 5 دقائق من أهداف رائعة للاعب سابق، ليعتبر فوراً من أفضل اللاعبين في تاريخ بلاده أو تاريخ البطولة، علماً أن من عاصرهم يعرف جيداً، أنه طوال مسيرتهم لم يعتبرهم أحد بهذه المكانة.
تلاحظ الموضوع مع كل ذكر لقائمة أصدرتها صحيفة تتعلق بأفضلية تاريخية، أن كثيراً من التعليقات تطالب بوجود بعض الأسماء الغائبة لأسباب منطقية، لكنها مطالبة تأتي لأن هذا اللاعب أو ذلك المدرب يملكون أفضل المقاطع على يوتيوب، أو أفضل القصص التي يتم روايتها حول بعض مواقفهم.
هذه الحالة “اليوتيوب كروية” تتطور، لتؤثر في سوق الانتقالات، فالكثير من اللاعبين يتم الترويج لهم بقوة الآن لأن لديهم مقاطع جميلة، وهذا يخلق حالة إعلامية قوية حولهم، والغريب أن بعض الأندية تتأثر بهذه الزوبعة رغم أنها تملك كشافة يذهبون ويحللون كل صغيرة وكبيرة قبل الشراء.
هناك مشكلة نعيشها مع حالة يوتيوب هذه، ومع حالة الأرقام أيضاً، كلاهما لا يروي القصة الكاملة، كلاهما مشهد قصير من فيلم طويل، قد يكون بلا سيناريو أو أحداث فعلية، لكنه يحتوي مقطعاً وحيداً جميلاً وكلاماً قابلاً للانتشار.