مروان كريم – الجميع يتذكر آخر أيام اليغري مع يوفنتوس وحجم الضغوطات الإعلامية التي رافقته بعد الخروج من دوري الأبطال على يد أياكس.. الصحافة الإيطالية وقتها لم تتردد في وصف موسم اليوفي بالفاشل رغم تحقيقه للقب الدوري الثامن على التوالي.
لكننا بعد سنتين من ذلك نجد أن الفريق بات يصارع محلياً للظفر بأحد المراكز المؤهلة للأبطال.. كما أن حاله في المسابقة الأوروبية لم يكف عن التدهور، ليكون لزاماً علينا البحث عن وصف جديد لوضعية الفريق الحالية إذا ما افترضنا أن ما حققه أليغري كان فشلاً كما رُوج حينها من طرف البعض.
تجربة، وهي ليست الوحيدة بدون شك، تبرهن لنا بشكل قاطع أن ربط مصير مدرب معين بتحقيق دوري الأبطال يعتبر أمراً غير منطقي في كرة القدم الحديثة.. فالمسابقة الأوروبية تحتاج الكثير من التوفيق والحظ خلال لحظات الحسم، كما أن المنافسة الشرسة تجعل من التتويج مهمة عسيرة.
لذلك فإن تحول دوري الأبطال لهاجس لدى إدارات الأندية الكبرى يدفعها أحيانا لارتكاب أخطاء في التقييم وإلحاق الضرر بالتطور الطبيعي والتدريجي للمشاريع الرياضية.. ولنا في تجربة كلوب وغوارديولا خير مثال على ضرورة تقييم تطور المشروع من كل أبعاده، وتفادي اعتبار التتويج بدوري أبطال أوروبا معياراً واحيداً للنجاح.
يوفنتوس بات الآن يدرك أن قرار التخلي عن أليغري كان خاطئاً بكل المقاييس.. إدارة النادي أصبحت مقتنعة بأهمية الانتصار المحلي وإن لم يصاحبه إنجاز أوروبي كبير على المدى القريب، ولعل عودة أليغري المحتملة لقيادة يوفنتوس ستكون خطوة مهمة لإعادة هيكلة مشروع الفريق الرياضي، الذي بدا وكأنه فقد بوصلته خلال العامين الماضيين.