محمد الادلبي – عندما نشاهد بطولة اليورو الحالية نرى أنها منحت فرص جديدة لعدد من اللاعبين بعضهم لم يتمكن من إظهار موهبته من قبل في سناً أصغر والبعض الآخر حظي بفرصة لكن لم يستغلها بالشكل المطلوب.
فلاعب مثل “باتريك تشيك” يعتبر من المهاجمين المتميزين حالياً في البطولة نظراً لما قدمه من مستويات رائعة أسهمت باحتلاله صدارة هدافي البطولة برصيد 5 أهداف مناصفة مع كريستيانو رونالدو، لو نظرنا فعلياً في هذا اللاعب نستغرب كيف لم يحظى بفرصة من قبل لإثبات موهبته لكن في الحقيقة وراء “تشيك “قصة فريدة من نوعها تعود إلى عام 2016 حينها انتقل إلى سامبدوريا قادماً من سبارتا براج بعد موسم واحد في الدوري استطاع تسجيل 11 هدفاً وصناعة 4 كان كفيل بجذب انتباه اليوفي.
كل الأمور كانت تشير إلى أنه سوف يصبح لاعباً في اليوفي حيث أنه أجرى الفحوصات الطبية لكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن حيث فشلت الصفقة بسبب فشل اللاعب في اجتياز الفحوصات الطبية لينتقل إلى روما في نفس العام حيث نجح في الفحوصات الطبية لكن لم تكن موفقة حيث أمضى موسمين استطاع من خلالها تسجيل 5 أهداف في الدوري.
ليرحل بعد ذلك إلى لايبزيغ كإعارة كان تجربته هناك أفضل من سابقاتها في روما حيث سجل 10 أهداف على صعيد الدوري لكنها لم تكتمل ليعود إلى روما ومنها يعود إلى الأراضي الألمانية مرة آخرى بشكل نهائي وهذه المرة عن طريق ليفركوزن وهناك بدأ في استعاد بريقه بعض الشيء لتأتي بطولة اليورو وتكون ثمرة اجتهاده التي سوف تنصفه من جديد.
أما ثاني اللاعبين فهو “سبينازولا ” عندما شاهدته لاول مرة أمام تركيا حسبت بأن يكون لاعب جناح هجومي لم أكن أتوقع بأن يكون ظهير أيسر نظراً لامكانياته الهجومية المميزة إضافة إلى قدرته على صنع التوازن بين الدفاع والهجوم مما أسفرت مجهوداته على نيل جائزة أفضل لاعب في مباراتين.
الغريب بالموضوع أن مسيرة “سبينازولا” على صعيد الأندية لم تكن مستقرة حيث أنه كان كثير التنقل بين الأندية، فهو لاعب فريق اليوفي تحت 19 عاماً منذ عام 2012 ومن وقتها ينتقل من نادي لآخر على سبيل الإعارة من إمبولي إلى أتلانتا إلى سيينا ثم يعود إلى اليوفي مرة آخرى ثم أنتقل بشكل رسمي إلى روما، فعلياً لم يترك بصمته بشكل واضح سوى في فترته مع أتلانتا و روما لتأتيه فرصة اليورو ويلفت الأنظار إليه بأحقية موهبته.
ونأتي إلى آخر اللاعبين وهو “ريناتو سانشيز” فحالته مختلفة تماماً عن اللاعبين السابقين كونه نال فرصة الظهور من قبل عندما توج ببطولة اليورو في النسخة الماضية عام 2016 وحينها في العام نفسه توج أيضاً بجائزة “الفتى الذهبي” لأفضل لاعب صاعد في أوروبا.
مما أسفر على أثر ذلك الانتقال إلى بايرن ميونخ قادماً من بنفيكا لكن هذه الخطوة لم تكن مدروسة بشكل صحيح حيث أن النجم البرتغالي لم يثبت نفسه ليرحل معاراً إلى سوانزي بعد موسم واحد ومثل سابقاتها ليعود مرة اخرى إلى البايرن وتنتهي رحلته مع البايرن حيث أنه رحل بشكل نهائي إلى الأراضي الفرنسية من بوابة ليل لنشهد عودة “ريناتو سانشيز” نسخة يورو 2016 وتكتمل القصة في اليورو بأدائه الأكثر من رائع ليعيد اكتشاف نفسه من جديد.
الفرص دائماً موجودة في عالم كرة القدم مهما كان عمر اللاعب تقف دائماً في صف من يستحقها.