الدنين البشير – في بداية الألفية عندما كان المحنك زفن غوران إريكسن مدربا للاتسيو خرج واصفا لاعبه سباستيان فيرون ما مفاده << أنه لاعب صلب الأحاسيس متلبد المشاعر صمم ليكون لاعب كرة القدم >> هذه الوصف يشبه إلى حد كبير الوضع في ريال مدريد ، التكتيكات و الأفكار لا تلبي نجدة خصومه ، لاعبين روبوتات تم تصميمهم على شكل لاعبين كرة القدم قد تجاوزو المنطق البشري و أخترقو الطبيعة الكروية.
في مدريد النظام المستخدم لإبادة الخصوم يعتمد بدرجة أولى على الجانب النفسي و الذهني ، أي أنهم إجتازو السجية البشرية في خصوصيتها في تأثيراتها المزاجية ، نفسية اللاعب لا تموت و لا تتأثر بأي نتيجة ، ربما من حق القارئ أن يسأل عن السبب ؟ هذا التشبث بالحضور و القوة الذهنية البارزة يعود لفلسفة أنشيلوتي التدربية البرغماتية التي تتركز كثيرا على التحضير السايكولوجي للاعبين دون الإعتماد على الجانب الإيديولوجي في كرة القدم ، أنشيلوتي وصفه قبل السنوات الجهبذ أريجو ساكي قائلا :
“كارلو أنشيلوتي الذي يمكنه أن يخلق شيئا إيجابيا مهما كان من يعمل معه، هادئ ويستطيع التأقلم مع كل الظروف، بل ويجعل من الضغط أمرا صحيا لأنه يعرف كيف يتعامل معه”
و سبق أن كتبت تدوينة تحدثت فيها عنه بعنوان << كارلو أنشيلوتي طبيب نفسي بهيئة مدرب كرة القدم >>
في ثمانينات القرن الماضي سأل صحفي الجهبذ أريجو ساكي عن كيفية مراقبة مرادونا ؟ أجابه ساكي إجابة عميقة قائلا :
الأمر يتعلق بكيف ومتى يجب أن يتحرك، أمام مارادونا كانا نستخدم دفاع المنطقة ودفاع الفرد، لكن كل ذلك لم ينفع، هو كالزمن عاجلا أم آجلا سيقضي
عليك، لقد دمر كل نظرياتي في كرة القدم” .
لنستعير الفصل الأخير منها لختم المقال و لنعت ريال مدريد لأنهم فاقو كل نظريات المدربين و التكتيكات.