ذكرى ميلاد الأسطورة الهولندية ماركو فان باستن!


مصطفى فرحات – يقول ماركو فان باستن في مقابلة له مع مجلة FourFourTwo الشهيرة، أن حلمه عندما كان طفلًا هو أن يُصبح لاعب جُمباز، لكن وجد نفسه يستمتع بلعب كرة القدم، فقرر أن يسلك الطريق الذي سوف يقوده نحو عالم الشهرة والنجاحات الكبيرة، وهو أن يُصبح لاعب كرة قدم مُحترف.
فان باستن كان وفيًا للعبة، مهاجم 9 مثالي، حاسم جدًا أمام المرمى عندما يكون فريقه بحاجة له. لكن، الغدر جاء من أشد المقربين منه، من التي جعلته نجمًا، وهي ركبته، ركبته التي خذلته، وجعلته يُعاني من آلام شديدة، تجعله غير قادر على المشي، تجعله يبكي في غرفته مثل الطفل الصغير، ربما لأَنه شعر أنه ضعيف جدًا، وهذا ما لم يتعود عليه على أرض الملعب.
في مقابلة له مع الجارديان، يروي اللاعب الذي فاز بالكرة الذهبية 3 مرات قصة معاناته مع الإصابات. يقول فان باستن، في عام 1994، في منتصف الليل، غالبًا ما كان يزحف من سريره إلى الحمام. كان الألم في كاحله المتضرر شديدًا جدًا. كان يحاول تجاهل هذا الألم عبر عد الثواني التي يستغرقها لتغطية المسافة القصيرة من سريره إلى الحمام. في بعض الأحيان، كان يحتاج إلى 3 دقائق حتى يصل إلى المرحاض. تخيّل 3 دقائق والحمام بجانب غرفته! أما عتبات الباب، فقد كانت الجزء الأكثر تحديًا بالنسبة له، وذلك لأن كاحله يجب أن يمر فوقها دون أن يلمسها. حتى أقل لمسة، كانت تجعله يقضم شفتيه لمنع نفسه من الصراخ.
انطلق مع أياكس وبرز معهم وساعدهم على تحقيق الألقاب. مهاجم متوحش أمام المرمى، وقادر أن يُسجل أهدافًا بطرق متنوعة. بيرلسكوني أراد التعاقد معه وجلبه إلى إيطاليا، وهذا فعلًا ما حدث. لعب فان باستن مع ميلان وساعده بصفته هدافًا قاتلًا على الفوز ببطولة أوروبا والدوري الإيطالي والكأس مرات عديدة. كان قد ظهر في ذروة مسيرته العالمية في عام 1988 عندما تعافى من إصابة استمرت لمدة طويلة. يورو 1988 كانت محطة رائعة بالنسبة له. حصد لقب أفضل لاعب وكان هداف البطولة بعد تسجيله 5 أهداف. لكن، هدفه في النهائي في مرمى الإتحاد السوفيتي ومنح هولندا اللقب، بعد أن غابت عن النسخة الماضية، كانت بكل تأكيد واحدة من لحظاته المفضلة كلاعب.
عندما يتم سؤاله عن ركبته والاصابات المُتكررة التي تعرض لها، يقول فان باستن : “كنت محظوظًا جدًا. على الأقل كان لدي تجربة جميلة مدتها 10 سنوات، كانت كفيلة أن تُغير حياتي إلى الأبد.”
28 سنة فقط.. ربما انطفأت شمعته مُبكرًا.. لكنه كان التعريف المثالي للمهاجم السفاح.. عيد ميلاد سعيد ماركو فان باستن.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *