محمد عواد – كووورة – انتهت قرعة دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فسقط بايرن ميونخ في مواجهة بورتو، ويوفنتوس مع موناكو، في حين تم فرض نفسه الديربي المدريدي الذي لم يتمناه جمهور ريال مدريد، أما المواجهة الأخيرة فستكون لباريس سان جيرمان مع برشلونة.
استفادة مهمة لباريس سان جيرمان
هناك جانب إيجابي لوقوع باريس سان جيرمان في مواجهة برشلونة بعد تشلسي، وإن كان هذا يعني أنه صاحب أصعب مسار في البطولة إلى جانب برشلونة الذي واجه مانشستر سيتي في دور الستة عشر.
ولأن سان جيرمان فريق يتم بناؤه من جديد كقوة أوروبية ثابتة ومستمرة، فهو بحاجة لهذه المباريات القوية التي تجعله في واجهة الإعلام، وتوسع من قاعدته الشعبية الدولية والاهتمام الإعلامي العالمي به.
بعيداً عن الجوانب التسويقية والتجارية، فإن باريس سان جيرمان سيلعب من دون زلاتان الأمر الذي قد يكون إيجابياً في مواجهة البرسا، لأن الفريق سيكون أكثر حركية، وأكثر تضحية في الجوانب الدفاعية، خصوصاً مع ظاهرة عدم عمل كافاني وزلاتان معاً بشكل جيد.
برشلونة يبدو الطرف الأكثر خبرة والأعلى جودة، لكنه هذه المرة يواجه خط دفاع مميز جداً في المواجهات الفردية، مما يعني أن عمل خط الوسط مطلوب للغاية لو أراد لويس إنريكي التأهل، واللجوء إلى الثلاثي الهجومي فقط قد يكون انتحاراً في هذه المواجهة.
ديربي الكبرياء ورأس أنشيلوتي
من أهم ما يعنيه ديربي مدريد هذه المباراة لريال مدريد أنه لقاء كبرياء، فما جرى معهم هذا الموسم أمام أتلتيكو مؤلم ومسيء لكل لاعبيه، الذين ضاعوا وتاهوا بشكل غريب كلما لعبوا ضد الهنود الحمر.
هذه المرة اللقاء يتكرر، ورأس أنشيلوتي مقابل هذه المباراة على الأغلب، فالخسارة لن تجعل هناك أي مجال لفلورنتينو بيريز بأن يصدق بكلامه أن المدرب الإيطالي مستمر مهما حصل، في حين أن أتلتيكو مدريد منذ فاز على الملكي 4-صفر لم يعد نفس الفريق، ويعاني كثيراً في الفترة الأخيرة.
هذه المواجهة تختلف بوجود لوكا مودريتش هذه المرة، وسيكون خيميس عائداً على الأغلب، كما أن لعب لقاء الذهاب في فيسنتي كالديرون، يعد نقطة تدفع كارلو أنشيلوتي للرهان عليها، وإقناع فريقه بالدفاع بدلاً من التخاذل الحاصل من البي بي سي بعدم تقديم أي مساندة دفاعية جادة هذا الموسم.
أتلتيكو مدريد سيراهن من جديد على قوته البدنية، وحماسه، لكنه مطالب إن أراد تصعيب الأمور على ريال مدريد، أن يستعيد عافيته الهجومية الغائبة منذ فترة.
بورتو صيد منطقي لبايرن ميونخ
في دور الثمانية يجب الحذر دوماً، لأن الأدرينالين عند الطرفين يكون أعلى ما يمكن، وكل لاعب مستعد للتضحية بكل شيء كي يبقى في البطولة التي اقتربت من نهايتها.
المنطق يقول إن بايرن ميونخ أقرب للتأهل من بورتو، خصوصاً أن الأخير لا يطبق كرة دفاعية بحتة، وإن امتلك لاعبين مهاريين قادرين على القيام بهجمات مرتدة، وهي الأجواء التي يحب جوارديولا العيش فيها.
بايرن ميونخ سيكون بكامل قوته مع استعادة المزيد من المصابين خلال الأيام المقبلة، وعند مقارنة الأسماء والخبرة والمدرب، فإن كل شيء يقول إن بايرن قريب من نصف النهائي المؤدي إلى برلين.
يوفنتوس موناكو .. الطليان ليسوا ارسنال
كاد موناكو أن يودع البطولة رغم مباراته البطولية في الذهاب مع ارسنال، لكن الإياب أظهر العيوب، وضعف الشخصية ومحدودية الإمكانيات مقارنة بالفرق الأوروبية الكبرى.
أما يوفنتوس فقدم مباراتين من ذهب أمام بروسيا دورتموند، وأكد على قيمة الفريق التكتيكية المميزة، ولعل حظ موناكو السيء أنه يلعب أمام مدرب واقعي للغاية لدرجة قد تستفز مشجعي فريقه أنفسهم، فأليجري لن يغامر بفتح المساحات التي تركها ارسنال خلفه، ولن يكون إلا جادا في كل لحظة بالتعامل مع موناكو.
وفي حال كان يوفنتوس مكتمل الصفوف في خط الوسط، وتواجد مهاجمه المتألق كارلوس تيفيز، فإن الكفة التاريخية والفنية الحالية تؤكد أن السيدة العجوز ستعود لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد غياب منذ عام 2003.