محمد عواد – سبورت 360 – خرج دييجو سيميوني بعد نهائي دوري الأبطال معلناً استسلامه ورغبته بالرحيل، وكذلك حال عدة لاعبين آخرين، لكن كل شيء تغير بعد ذلك، واستمر المدرب الأرجنتيني ولاعبيه أيضاً، وقاد سوق انتقالات هدفها بسيط؛ العودة بقوة ومحاولة الظفر ببعض الألقاب.
نظرة عامة .. التغيير الأهم
قام أتلتيكو مدريد بأهم تغيير في سوق انتقالاته، حيث لم يقبل بالاستغناء عن أي من نجوم الفريق الأول، ولم يفتح حتى باب المفاوضات لذلك.
بعد هذا الثبات بالأسماء، عمل أتلتيكو على تعزيز مناطق اشتكى من قلة العمق فيها، فجلب جايتان كجناح سريع وبأفكار خلاقة، ثم جعل من جاميرو المهاجم الثاني مع جريزمان، وهو ما يعكس جودة وخبرة في آن واحد عندما نتذكر وجود أسماء مثل توريس وكاراسكو وجابي وكوكي من حولهم.
أما خط الدفاع، فكان فيه صفقة لو سارت أمورها على ما يرام ستكون صانعة للفارق، فظهير أيمن ساسولو شيمي فرساليكو كان أفضل من شغل هذا المركز في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، ولو استطاع تكرار أدائه سيكون إضافة هائلة لخط دفاع قوي بالأساس.
ومنذ شهر مارس الماضي، كان أتلتيكو قد حسم صفقة الجناح الأيسر دييجو جوتا لاعب باكو فيريرا البرتغالي، وهو جناح مهاري يبلغ من العمر 19 عاماً يبدو شراءه في البداية كنوع من عمق التشكيل حتى الوقوف على مستواه الحقيقي.
فيديو لقدرات جايتان :
مالياً ..يبدو السوق انتهت فهذه الأكبر ولكن!
أنفق أتلتيكو مدريد 82 مليون يورو حتى الآن من أجل تدعيم الفريق، وبنفس الوقت باع لاعبين بالأصل كانوا معارين مقابل 25 مليون يورو تقريباً، مما يعني وجود فارق إنفاق يقارب 57 مليون يورو ذهب كله لصالح رفع الجودة والعمق وليس للتعويض.
هذا المبلغ يجعل سوق أتلتيكو مدريد الحالية أكبر سوق في تاريخه من حيث فارق الإنفاق، الأمر الذي يدفعني للاعتقاد أن السوق انتهت.
لكن هناك بعض الأسماء التي قد يمكن الحصول من خلالها على بعض المبالغ المالية مما يعيد أتلتيكو للتفكير بالسوق ،فما زال يملك ورقة شيرشي الإيطالي الذي قد ينتقل لأحد فرق الدوري الإيطالي، كما أن خروج أي من اللاعبين الشباب مثل جوتا قد يعني قدوم لاعب بدلاً منهم حسب أخر تقارير الصحف.
نظرة إلى الأسماء .. سيميوني قادر على المنافسة لو تخلص من الإحباط
بالنظر إلى ما حققه أتلتيكو مدريد في المواسم الأخيرة من أداء ممتاز ونتائج طيبة، وبالنظر إلى الأسماء الجديدة التي استقدمها من دون خسارة لاعبين أساسيين، فإن المفترض أن يكون أتلتيكو خطيراً جداً على ريال مدريد وبرشلونة محلياً، وبإمكانه فعل شيء جيد في أوروبا مثل الوصول لدور الثمانية على أقل تقدير الأمر الذي سيدعم خزائنه المالية بالتأكيد.
الحاجز الوحيد لأتلتيكو مدريد الآن هو المشكلة النفسية التي مر بها نهاية الموسم الماضي، فخسارة دوري الأبطال بركلات الترجيح بعد الإطاحة ببرشلونة وبايرن ميونخ كان صدمة هائلة، ولو تخلص سيميوني من هذا الحاجز، فعلى الأغلب سنرى الأسود تزأر وتبحث عن الإنجاز.
فريق يضم في حراسته أوبلاك واحتياطيه مويا، ويملك عدة قلوب دفاع مميزين أبرزهم جودين وسافيتش وخيمينيز، كما أن استقدام فرساليكو جعل الفريق يملك 4 لاعبين في مركز الظهيرين الأيمن والأيسر، وهذا أفضل مما كان عليه الحال في الموسم الماضي، كما أنه يتيح لخوان فران بعض الراحة وكذلك الحال لفيلبي لويس، لأن الوافد الجديد لا يمانع اللعب على اليسار في بعض المباريات.
تعاقدات خط الوسط منحت سيميوني خيارات عديدة للعب بالتشكيل الذي يريده، فهو يستطيع خلق تشكيل متوازن وخلق تشكيل بدني أو تشكيل مهاري أو تشكيل دفاعي، محافظاً على شكل 4-4-2 (أو 4-4-1-1) من دون تغييرات كبيرة.
فيمكن تصور خط وسط يتكون من جايتان وكوكي على الأطراف، وفي العمق يتواجد جابي مع أجوستو فرنانديز، أو يمكن رؤية كوكي في العمق ويلعب كاراسكو وجايتان على الأطراف، وغيرها من الأفكار، التي تتميز جميعها بوجود عمق في التشكيل.
هجومياً، تبدو الأمور أسهل للفهم، فقد يبدأ جريزمان مع جاميرو كثنائي يصعب مراقبته، وسيكون توريس بديلاً أولاً، وبقاء أنخيل كوريا يجعله بديلاً، مع استعداد كاراسكو لتقديم الخدمة هناك عند الحاجة له.
الخلاصة .. هذا التشكيل يمكن التفاؤل به
لو استطاع جايتان وجاميرو تكرار ما قدموه في تجاربهم الماضية، فإن تشكيل أتلتيكو مدريد الحالي يمكن التفاؤ به لخلق ليجا مجنونة جديدة.
الأمر الوحيد الذي يقلقني هو اختفاء الروح القتالية بعد هزيمة نهائي الأبطال، فهذه الروح كانت الميزة الدائمة للنادي المدريدي، وخسارتها يعني خسارة شيء كثير.
لكن ككلمة أخيرة، قام أتلتيكو بسوق ممتازة أهم صفقاتها .. عدم بيع أحد !
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad