سعيد خليل – “لقد درسته جيدًا، جمعت عنه شرائط فيديو، وصورًا قديمة من المباريات، حتى تمكنت أخيرًا من فهم السر، لم يكن ذلك هيِّنًا طبعًا، لقد استغرق مني وقتًا وجهدًا كبيرًا.”
بهذه الكلمات تحدث بيرلو في سيرته الذاتية عن رحلته في السعي خلف اكتشاف سر ملهمه الأول في اللعبة، جونينهو، الرجل الَّذي ألهمت ضرباته الحرة أندريا، وجعلته مهووسًا في اكتشاف السر الَّذي يجعله الأفضل على وجه الأرض حين يتعلق الأمر بتسديد كرة من خلف جدار.
يقول بيرلو: “كنت أذهب يوميًا إلى التدريب من أجل تقليده، أحاول بكل ما أملك من طاقة وتفكير، ولكن الأمر لم يكن سهلًا في البداية، والأيام تحولت لأسابيع.”
ويضيف: “في معظم الأوقات الكرة كانت تعلو فوق أسوار الميلانيلو، فأجد نفسي مضطرًا للكذب على الجماهير الَّتي كانت تقف هناك بأنَّ هذه الكرات هدية مني لهم، متغاضيًا عن حقيقة أنَّ هذه حصة تدريب مغلقةً أصلًا، وأنه ليس من المفترض أن يكونوا هناك.”
ويكمل: “رجل المخزن المسؤول عن الكرات كان يغضبه هذا كثيرًا بطبيعة الحال.”
ويقول: “بعد وقت طويل من التفكير المستمر والمحاولات الفاشلة، أتت اللحظة وأنا أجلس في الحمام حسنًا، أعلم أنَّ هذا ليس رومنسيًا كما من المفترض أن يكون، ولكنها الحقيقة، في تلك اللحظة، اكتشفت السر.”
ويضيف بيرلو: “في اليوم التالي ذهبت باكرًا إلى ملعب التدريبات، حتى أنني قمت بتفويت مباراة بلايستيشن مع العنيد أليساندو نيستا، لم اكن أرتدي أحذية مناسبة، ولكنني لم أكن بحاجة لأي منها.”
وأكمل: “حين وصلت، طلبت من رجل المخزن أن يمرر لي كرة، لم يعجبه ذلك طبعًا، ولكنه وقف يشاهدني في نهاية المطاف وأنا أعلق الكرة في زاوية المرمى بطريقة ولا أجمل، فعلتها 5 مرات متتالية، لم يعد السر سرًا!”
ويضيف: “في النهاية، إنَّ جوهر الأمر كان يتعلق بِأن تسدد الكرة بثلاث أصابع فقط، وليس بقدمك كلها كما كنت أظن أنَّ جونينهو يفعل، بهذه الطريقة، إنك تقلل من دوران الكرة، وتجعلها تسقط بشكل أسرع، وكلما كانت المسافة أبعد عن المرمى، كلما كان ذلك أفضل بالنسبة لي، لأنَّ سرعة الكرة تصبح أكبر.”
ويختم: “في النهاية، أصبح اللاعبون يعتبرونني مثال، لقد كان ذلك انتصارًا بالنسبة لي، أن أكون في نظرهم جونينهو الثاني، ولكن بنسخة بريشيا.”
عيد ميلاد سعيد لمايسترو خط الوسط أندريا بيرلو، حيث كرة القدم تلعب بالعقل، والأقدام مجرد أدوات.