من ثقُوب رصاص وحُروب البلقـان إلى المجدّ!


طارق عياد – ولد إيدين دجيكو يوم 17 مارس 1986 وعاش في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، أثناء طفولته طالبت دولته بالإستقـلال وشُنت أحد أكبر حروب وأكثرها فتكًـا في العالم بعد العرب العالمية الثانية وهي حروب يوغسلافيا و إستقلال دولها تواليا.
بإعتبار سرايفيو العاصمة فهي اكبر الاهداف إستهدفًا من الخصوم، وقدمت له والدته ٱكبر معروف في حياته حين منعته من الذهاب للعب في الملعب القريب من الحي الذي بعد دقائق سُمع دوي إنفجار كبير فيه.
طفولة إيدين لم تكن سهلة، كانت ممتلئة برائحة الرصاص والموت حيث صرح دجيكو سابقاً:”لقد كانت تجربة مخيفة أن أكون في سراييفو عندما كانت المدينة تحت الحصار كل يوم، ولكن هذه كانت الحياة التي أتيحت لي ولأكون صادقًا، لا أستمتع بالحديث عنها كثيرًا الآن.”
وأكمل: “لقد كان وقتًا عصيبًا على الجميع في البلاد، لم يكن هناك الكثير من الطعام، ولم يكن هناك ما يكفي لثلاث وجبات في اليوم، كنت خائفا جداً كل يوم، كنا نضطر دائمًا إلى الاختباء عند سماع طلقات الرصاص أو سقوط القنابل، يمكن أن يتم إطلاق النار عليك في أي وقت، بكيت كثيراً في تلك الأيام، الحمدلله أن الحرب كانت في الماضي.”
دجيكو جعل من كل هذه الظروف الصعبة حافز للوصول، الوصول للقمة العالمية كواحد من أفضل قلوب الهجوم في العالم لمدة تتجاوز العقد حالياً، بدايته الحقيقية كانت في فولفسبورغ الالماني موسم 2009/2010 حيث كان سبب مباشراً في فوز الفريق بأول ألقاب الدوري في تاريخه عندما ساهم بـ31 هدف بين تسجيل و صناعة في 34 مباراة وإحتل المركز التاسع في قائمة الكرة الذهبية في الموسم التالي، فولفسبورغ كان يملك ثنائية هجومية مرعبة مع دجيكو والبرازيلي غرافيتي.
أرقامه في كل الفرق الكُبرى ممتازة، مع فولفسبورغ 85 هدف و35 أسيست من 142 مباراة، في البريميرليغ بألوان الازرق السماوي 72 هدف و39 أسيست في 189 مباراة توج معهم مرتين بطل الدوري، وكان واحد من أبرز مهاجمي المنطقة ومنظومة لعب روبيرتو مانشيني أو بيلغريني الذي قال عنه:”إنه أهم لاعب في فريقي”.
مع روما سجل 117 هدف وصنع 52  اسيست في 252 مباراة وهو ثالث هدافي النادي في تاريخ الذئاب رغم أنه يلعب في النادي منذ 6 مواسم.
مهاجم صاحب طول ممتاز للكرات العالية ولديه حس تهديفي عالي، يستطيع أن يكون مهاجم محطة تبنى عليه الكرات العالية والطويلة وفي نفس الوقت مهاجم منطقة، نسبة الخطأ عنده في التسديد ضئيلة جداً.
شكرا لوالدة ايدين دجيكو على إنقاذ روح هذه الموهبة الفذة، الموهبة التي وضعت البوسنة والهرسك في الخريطة الرياضية فهو الأكثر مشاركة والأكثر تهديف في تاريخ هذه الدولة الصغيرة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *