مرت 3 سنوات تقريباً منذ خروج المنتخب الأردني من الدور الأول لأمم أسيا، وتبعها فشل واضح بالتصفيات، ومؤخراً تعادلنا مع أفغانستان 3-3 وفزنا على كمبوديا بهدف نظيف على التوالي، ولعبنا مباريات ودية لا أعرف هدفها حتى اللحظة مع جورجيا ومجموعة لاعبين غير أساسيين مثلوا ما يسمى فنلندا والدنمارك.
تقام هذه الأيام مباريات دوري أبطال أسيا، التي لا تلعب أي من أنديتنا فيها، ويعيش مجموعة لاعبين حرمان طويل الأمد بسبب بطولة ودية وتنسيق غير موجود لحمايتهم واحتواء الأزمة من اليوم الأول، وقبل أيام شاهد الجميع المباراة الكبرى بين الوحدات والفيصلي، رغم إثارة سيناريو الأهداف، وحماس الجماهير، لكنها بالتأكيد في الملعب أخبرت عن وضع كرتنا هذه الأيام، حيث الأداء الذي لا يمت للواقع بصلة.
لا يعرف كثيرون من الشباب في مدننا كيف يبدأوا لعب كرة القدم، تصلني وتصل غيري الكثير من الاستفسارات عن الأمر، ولا نعرف مقابل كم وكيف تم بيع حقوق النقل والرعاية للدوري المحلي، ولو سألت أي شاب عن ناديه المفضل سيقول لك ريال مدريد أو برشلونة، ولن يتخيل لوهلة أنك تسأله عن الدوري المحلي.
كان كل شيء على ما يرام ما بين 2004-2014، كان الجميع متفقاً أن التطور ملموس، وأننا نسير إلى الأمام، لكن شيئاً ما جعل عجلة التطور تدور إلى الخلف، ووجدنا منتخبنا الآن في مركز 113 .
كل ذلك يقودني إلى السؤال الذي أتمنى معرفة إجابته، وأعتقد أن كل متابع للكرة الأردنية ويدرك أهمية الرياضة للمجتمع يريد معرفة جوابه أيضاً.
السؤال بسيط : هل يمكن للاتحاد أن يقول لنا ماذا فعل في 3 سنوات للنهضة بالكرة الأردنية ؟
بعيداً عن جلب مستشارين زاروا الأندية، وتحدثوا عن أنهم سوف يطورون، وبعيداً عن تبادل الزيارات، نريد أن نعرف ماذا تم على أرض الواقع؟ ومتى وكيف؟ وليس ماذا سوف يتم؟
وهل يمكنهم منحنا شيئاً من الشفافية، بحيث يصدروا كل 6 أشهر الإجراءات والقرارات التي قاموا بها والهدف منها؟ ليتم قياس نتائجها والتحقق من نجاحها فيما بعد، ونريد أن نعرف إن كنا نعيش حالة جمود من دون أفكار جديدة لسبب مادي مثلاً، أم أن هذا المطلوب تحقيقه فعلاً هذه الفترة، حتى لا نطمح كثيراً.
وقد أكون على خطأ، ويكون هناك خطوات ملموسة، لكن لم يتم الترويج لها جيداً في الإعلام ، وبالتالي من الجيد أن نعرف بوضوح في موعد معين مثل هذه القرارات.
وهل يمكننا أن نفهم لماذا يعتقدون أن الكرة الأردنية تعني المنتخب فقط؟ فالمسألة أكبر وعكسية تماماً، لا بد من تطوير كل شيء،حتى يصبح لديك منتخب جيد، ومن الاستحالة أن يكون لديك منتخب جيد من دون أكاديميات قائمة على أساس علمي أو دوري قوي.
أتمنى أن نسمع كلمات واضحة عن الخطوات التي يقومون بها، ونفهم ماذا يفعلون بالضبط، بحثت في كل المصادر المحلية، سألت زملاء لي، بعضهم كان يجيب ساخراً والآخر كان يقول “لا شيء”، والذي كان يخشى الإجابة يقول لي “لم أفهم السؤال”…. وفي النهاية لم أصل لشيء واضح، بما يتم لتطوير كرتنا.
قد يحق لأحدهم السؤال “ولماذا تسأل؟”
الجواب ببساطة “لأن كرة القدم تأكل ميزانية الرياضة لدينا، في حين أن من شرفنا بالخارج عادة كانت رياضات أخرى مثل كرة السلة والتايكواندو والملاكمة، وفرحتنا بذهبية أبوغوش بالتأكيد أكبر من فرحتنا بفوز لا ينفع في تصفيات كأس العالم، وفرحتنا بتألق منتخب السلة في الماضي ولعبه كأس العالم أكبر من فرحتنا بأننا هزمنا استراليا أو اليابان دون التأهل”.