محمد عواد – جلس جاريث بيل مغمضاً عينيه، لا يعنيه ما يحدث في الملعب، مرتاح البال، بانتظار أن يضاف صفحته في ويكبيديا أنه فاز بلقب الدوري الإسباني، ومساهمته باللقب لا تزيد فعلياً هذه المرة عن مساهمة الحارس الثالث في ريال مدريد.
وجلس حاتم بن عرفة من قبل ذلك في بيته عندما كان يلعب باريس سان جيرمان لمدة سنة، واحتفل بكعكة بإكماله عاماً كاملاً دون لعب، سعيداً في ذات الوقت بأجره المرتفع.
كانت الأندية قبل كورونا تتعامل مع هذه المواقف، من لاعبين يرفضون الرحيل مرتاحين على أرائكهم متقاضين أجورهم، على أنها أضرار جانبية، لكن بعد الجائحة، تبين أهمية وجود هامش ربح قليل لكل نادي، يمكنه من خلق رصيد بنكي ليواجه فيه الأزمات لاحقاً.
وتبين من الجائحة أيضاً أن اللاعب في موقف آمن مالياً وأقوى بكثير من الأندية، لدرجة أن الإدارات اضطرت في بعض الحالات لإطلاق نداء علني تطالب فيه اللاعبين بالشفقة عليها، والتنازل عن جزء من أجورهم.
هناك قانون نعرفه، أن النادي لا يستطيع فسخ عقد اللاعب دون دفع تعويض مالي يتناسب مع باقي أجوره عن مدة عقده، وفي هذا ظلم كبير، لأن النادي الذي يقدم على فسخ عقد لاعب، لا يخسر فقط أموال تعويض أجره، بل قيمة اللاعب المالية.
لنأخذ مثلاً حالة مسعود أوزيل، آرسنال يكاد يكون مستعداً لخروجه مجاناً، وهذا يعني أنه يخسر ما يقدره موقع ترانسفيرماركت “20 مليون يورو” قيمة تسويقية، لكنه في حال أقدم على خطوة فسخ عقده دون اتفاق، سيكون مضطراً لدفع ما يقارب 20 مليون يورو نقداً إضافية عن باقي عقده، لتكون خسارته مضاعفة.
أعتقد أنه حان الوقت لإعادة بعض القوة للأندية، ولكن بعقلانية، فاللاعبون لم يعودوا يتقاضون مبالغ قليلة ليتم الخوف على مستقبلهم، خصوصاً عندما نتكلم عن الدول المطبقة للقوانين باحترافية مطلقة مثل أوروبا، لكنهم بنفس الوقت، وبسبب مصاريفهم العالية باتوا يهددون باستمرارية الأندية.
قانون يتيح للأندية فسخ عقد لاعبيها صيفاً في أول أسبوعين بعد نهاية الموسم دون تعويض مالي، سيكون خياراً جيداً، يمكن الأندية من التصرف بحرية، ويمكن اللاعبين من البحث عن أندية.. فالوضع الحالي من قوة مطلقة للاعبين وتكرار تكاليفه غير المبررة، ستكون نتائجه وخيمة على المدى الطويل بلا شك.