محمد عواد – سبورت 360 – حقق ليفربول انتصاراً مهماً على ضيفه مانشستر سيتي، ليبرز كخصم رئيسي ومنافس أوضح لتشلسي على صراع اللقب.
ليست مشكلة كرة ثانية!
انتشر مؤخراً تصريح بيب جوارديولا لتيري هنري بأنه لم يدرك حقيقة تحذير تشابي ألونسو له من الكرة الثانية في البريميرليج، وكانت كلمات المدرب الإسباني تصور المفهوم وكأنه المشكلة المطلقة.
منذ بدأت تذبذب النتائج، واجه مانشستر سيتي أشكالاً وأنواعاً من أساليب اللعب، عانى مع بعضها، وفاز على بعضها الأخر، كما أنه عانى أمام فرق دوري الأبطال خارج ملعبه، ولم يكونوا هؤلاء يطبقون ما يؤدي ضده إلى الكرة الثانية.
مشكلة مانشستر سيتي الحالي أن هناك حالة من انفصام الشخصية بين لاعبيه، فهناك الواثق بنفسه، وهناك فاقد الثقة، وهناك المغرور المستعجل الذي يعتقد أنه يستطيع سحق الخصوم بسهولة، وهذا يجعل الفريق غير متجانس ذهنياً في كثير من المواقف، والذي ينعكس بشكل واضح على بناء اللعب وسرعته الذي يعد مركز نجاح أفكار جوارديولا.
تظهر حالة انفصام الشخصية هذه في الظروف الصعبة، أما في المباريات السهلة، أو التي تكون الظروف فيها مؤاتية يتحد الفريق ذهنياً ويقدم مباراة ممتازة حتى الدقيقة الأخيرة.
أمام آرسنال كان تدخل جوارديولا حلاً، ولكنه لن يكون دوماً قادراً على تعديل الأمور، فبعض الأحيان قد تسير الأمور بشكل سيء مثلما حدث اليوم، حتى يستطيع مدرب بايرن السابق بمعرفة مفاتيح عقول لاعبيه قبل أقدامهم.
مثل مباراة اليوم، كانت الأمور تسير على ما يرام، استحواذ وكرة تدور في الدقائق الأولى، حتى حلق فينالدوم وسجل هدفاً، لنرى الفريق منقسماً، غير متحد على أرض الملعب، وهذا تحدٍ ذهني مهم جداً على جوارديولا، يجعله حتى الآن مطالباً دوماً بالتدخل لإصلاح الأور في الشوط الثاني وجعلها تبدو بشكل أفضل.
أفكار كلوب الواضحة منعت السيتي من الترابط
لا يمكن القول إن يورجن كلوب جاء بأفكار جديدة في لقاء اليوم، لكنه كان مخلصاً لأفكاره التي اعتاد الإيمان بها.
فالرجل يعتبر عمق الوسط مركز النجاح أو الفشل، فقدم هندرسون وتشان وفينالدوم اليوم مباراة بدنية وذهنية ممتازة في هذه المساحات، فاستفادوا من ضعف روح ديفيد سيلفا وتراجع يايا توري بدنياً، فتم عزل مانشستر سيتي بين خط وسطه وهجومه، فبات استحواذه الذي تفوق به بلا معنى، وهو مجرد احتفاظ بالكرة.
كما هو متوقع، فإن مانشستر سيتي في الشوط الثاني سيحل هذه المشكلة، لأن بيب جوارديولا أستاذ في بناء اللعب وربط الخطوط، لكن ذلك جاء بعد انتهاء 45 دقيقة، أعطت ليفربول الثقة والتقدم، واستهلكت لياقة لاعبي السيتي فكان تحسناً لكن ليس كافياً.
خيارات صائبة تحت الضغط ضمنت الفوز
كما جاء في الفقرة السابقة، تحسن السيتي بالشوط الثاني، وفرض شيئاً ما أسلوبه، واستطاع نقل الاستحواذ ليكون أقرب لمنطقة جزاء ليفربول.
يعرف كلوب هذه الحالة، فقد عاشها من قبل ضد بايرن ميونخ ويعرف أن نهايتها فرصاً ثم أهدافاً، وهنا تجاوب بشكل صحيح عند إصابة هندرسون، وهذا عكس ما اعتدناه من المدرب الألماني عندما يبدأ يفقد السيطرة على الملعب، فتدخل هذه المرة بإخراج هندرسون واستخدم أوريجي.
عودة لالانا للوسط، وذهاب أوريجي لمركز رأس الحربة، أعاد الضغط عند افتكاك الكرة، وزاد من السرعة عند استردادها، الأمر الذي قلل من تفوق السيتي، وأبقى فارق الاستحواذ مقبولا وجعل الدقائق تمر على خير رغم التحسن الأزرق،.
لا يمكن جعل السيتي يقدم شوطين بنفس السوء
ما يمكن تعلمه اليوم ومن كل المباريات التي تعثر فيها السيتي، أنه لا يمكنك جعل فريق بيب جوارديولا يقدم مباراة سيئة في الشوطين.
فالجهد البدني المطلوب، لضمان عدم ترابط خطوط واحتواء كثرة التحرك من دون كرة التي يطبقها المدرب الإسباني، يجعل الأمر غير واقعي.
المطلوب لمن يريد أخذ نتيجة طيبة من هذا الفريق، أن يعرف الاستفادة من فرصه التي تسنح له، ثم يعرف كيف يوزع جهده، ويعرف كيف يتراجع، أما المبالغين بالاعتماد على نفس الأسلوب فإنهم على الأغلب سيتعرضون لقلب نتيجة.
ليفربول كان واقعياً، استفاد من شوطه الأول، وتراجع بالشوط الثاني، ليستطيع الوقوف على قدميه حتى الدقيقة الأخيرة، لأنهم لو حاولوا تكرار الشوط الأول لتعرضوا للإنهيار.
استسلام جوارديولا ورسائل فقدان الثقة
ليس طبيعياً أن ترى بيب جوارديولا لا يقوم بإجراء أي تبديل حتى الدقيقة 84، رغم رؤيته فريقه متخلفاً بالنتيجة.
هذه حالة استسلام غير معهودة عنه، وهي تظهر عدم سيطرته على الأمور حتى الآن، وعدم وصوله حتى الآن لمعادلة مثالية يخرج فيها أفضل ما لدى لاعبيه.
كما أن في الأمر رسالة عدم ثقة بلاعبي الدكة، ومثل هذه اللحظات تجعلنا نتوقع ثورة جديدة في الأسماء خلال الصيف المقبل.
ليفربول المنافس الرئيسي لتشلسي مع سيد الواثقين
مع نتيجة لقاء اليوم، بات مانشستر سيتي على مسافة 10 نقاط من الصدارة، في حين أن ليفربول بات الأقرب لتشلسي بفارق 6 نقاط.
قد يكون كونتي أكثر ارتياحاً لمنافسة ليفربول من منافسته لمانشستر سيتي، لأن الريدز رغم الأداء الرائع فلا يملكون عمق دكة التشكيل المطلوب للمنافسة حتى الأسبوع الأخير، وهناك قناعة بأن الفريق قد يتعثر في أي وقت من دون أي مقدمات.
لكن هذه القناعات قد يتم التغلب عليها، فالفريق استطاع العيش من دون كوتينيو بشكل جيد، كما أن المدرب يورجن كلوب يؤكد قدرته على العيش من دون ساديو ماني مع بعض التغييرات التكتيكية.
أمر أخر يجعل ليفربول الآن أكثر جدية كمنافس من أي وقت مضى، هو هذه الثقة التي يظهرها يورجن كلوب من لقاء إلى أخر، وتلك الثقة التي يزود بها لاعبيه بشكل يجبرهم فيه على مواجهة كل الكبار بعقلية الكبار، فقد هزم آرسنال وتشلسي ومانشستر سيتي وتعادل مع مانشستر يونايتد وتوتهام، ليتصدر ترتيب المواجهات بين الستة الكبار برصيد 11 نقطة متقدماً على تشلسي الثاني بفارق نقطتين.
مع هذا الدوري الصعب، لا يمكن القول إن مانشستر سيتي بات خارج المنافسة، لكن يمكننا القول أنه منافس مع وقف التنفيذ.
النتائج بين الستة الكبار، تكشف عما استطاع كلوب إضافته للريدز خلال مرحلة الذهاب:
ليفربول: 11 نقطة
تشلسي : 9 نقاط
مانشستر سيتي: 6 نقاط
آرسنال: 5 نقاط
مانشستر يونايتد: 5 نقاط
توتنهام: 5 نقاط
سناب شات : m-awaad