محمد عواد – كووورة – تعثر بايرن ميونخ من جديد، سقط في فخ التعادل أمام شالكه، وعانى من ظروف صعبة خلال اللقاء، ليخسر نقطته الخامسة في ظرف أيام فقط، ولكن فولفسبورج لم يستغل السقوط الثاني بعد أن كان سبب الأول، فاستمر الفارق 8 نقاط بينه وبين المتصدر البافاري.
وقضية دخول فريق بحجم بايرن ميونخ إلى أزمة، تجعل من الجمهور يشك بما يحدث معه، تحتاج لتدقيق وتفصيل للوصول إلى أفكار واضحة تتعلق فيها، ونستعرضها معكم في هذا التقرير.
كثرة الخطط .. تعقد الحسابات
لا يعاني بايرن ميونخ هجومياً في العادة، فهو قادر دوماً على هز الشباك وخلق الفرص، وازدادت هذه الحالة مع وصول مدرب يؤمن بكرة القدم في اتجاه واحد مثل بيب جوارديولا، لكن الحسابات تتعقد مع وجود مشاكل دفاعية.
وصف زلاتان إبراهيموفتش مدربه السابق بيب جوارديولا بالفيلسوف، ويبدو أن الأخير يريد تأكيد ذلك مع بايرن ميونخ، فكثرة تغيير أشكال اللعب بين 3-4-3 إلى 4-3-3 ثم 4-2-3-1 و4-1-4-1 يجعل الفريق غير قادر على أخذ شكل ثابت خصوصاً فيما يتعلق بالدفاع.
فالأفراد في بايرن ميونخ قادرون على التعامل مع كل الظروف في المنطقة الأمامية، فموهبة آرين روبن وجوتزه وريبيري قادرة على اختراق الدفاعات، لكن الدفاع يحتاج للتنظيم والعمل الجماعي، وهو الأمر الذي لم يستطيع بايرن ميونخ الوصول إلى ذروته حتى الآن بسبب عدم وجود شكل ثابت ونتيجة الأدوار المتغيرة.
تشابي الونسو .. تذبذب مدريد
تشابي الونسو قنبلة موقوتة، فعندما يكون في يومه يدفع المدربين إلى الاعتماد عليه، ويبنون الخطة حوله، ولكن مشكلته التي عرفها المدريديون كانت “التذبذب”، فهو مايسترو أنيق يؤمن الدفاع، لكنه يهبط بشكل مفاجىء، ولأن الفريق يعتاد عليه يكون الهبوط جماعياً.
الموسم الماضي لريال مدريد بدأ بشكل سيء دفاعياً، حتى عاد تشابي الونسو من الإصابة، فتطور دفاع الفريق الملكي، واستطاع تقديم مباريات مميزة، لكن فجأة انخفض مستواه، فكان أحد أسباب الخسارة أمام برشلونة 3-4 في الكلاسيكو، ولعب مباراة سيئة أمام بروسيا دورتموند في دور الثمانية خلال لقاء العودة أخفاها الأداء الكارثي يومها من ايارامندي ودي ماريا، وهذا أمر طبيعي للاعب بعمره المتقدم.
مسألة الونسو دائما ما تكون مؤقتة، فاللاعب يعود لمستواه لامتلاكه قوة ذهنية فائقة، وبالتالي فإن اختلال التوازن الحالي من المتوقع أن يختفي بعد أسابيع.
شفانيستايجر لم يعد نمراً مع جوارديولا
لا يخفى على أحد أن بيب جوارديولا لم يكن يفضل باستيان شفاينستايجر كلاعب خط وسط، ودخل منذ وصوله في أزمة مع وسائل الإعلام والألمان عندما أظهر بوادر إجلاسه احتياطياً، وهو أمر تدخل فيه المدير الرياضي ماتيوس زامر وقال “ليس هناك عاقل يفكر بالاستغناء باستيان”.
ومنذ عودة شفاينستايجر لم يظهر بالشكل المطلوب والمتوقع منه، فالثنائية مع تشابي الونسو لم تعمل بشكل جيد، والمساحات باتت أكبر من ذي قبل في خط الوسط، وهناك ما يمكن وصفه بـ “نشاز” العزف في إيقاع اللعب فيما بينهما.
اللاعبان يمتازان بجودة عالية، لكن الأداء فيما بينهما لا يبدو كما كان الحال عندما لعب فيليب لام بجانب المايسترو الإسباني، وكأن جوارديولا أمام خيار التضحية بأحدهما إن لم يجد حلا.