كرة قدم من دون تسلل .. هل اقتربت ؟


في عام 2010، شعر بلاتر أنه لا يقهر، فهو الآمر الناهي في فيفا، يقوم بحرق اسم كل شخص يتجرأ على منافسته، لذلك وصلت به السيطرة المطلقة إلى رغبة مجنونة بكسر قواعد قديمة في كرة القدم، فكانت فكرة إلغاء ركلات الترجيح التي ما زالت تخرج إلى العلن من حين إلى آخر، لكن هناك فكرة اختفت، وهي إلغاء التسلل.

لعبة الهوكي على العشب ، كانت تملك قانون تسلل ، لكن تخلصت منه قبل 25 سنة تقريباً، ويقول المطلعون فيما قرأت لهم من مقالات، أن إلغاءه جعل اللعب أكثر انسيابية، وجعلها تبدو أكثر انسيابية، وأجبرت الفرق على اللعب إلى الأمام أكثر، ولذلك اعترف بلاتر آنذاك انه اجتمع مع رئيس اتحاد لعبته وسأله عن فوائد ذلك.

مع صعود التكنولوجيا، فإن الإعادة التلفزيونية وعين الصقر قد تساعدان على منع الكثير من الأخطاء، لكن التكنولوجيا ستبقى عاجزة لفترة طويلة على معالجة التسلل بشكل كامل، خصوصاً في حالة احتساب الحكم تسلل غير صحيح، بالتالي يتوقف اللعب، فيخسر الفريق المهاجم الفرصة، وهذا يعارض فلسفة قوانين فيفا التي تأتي عادة لصالح الهجوم وتسجيل الأهداف.

في التاريخ عدة بطولات مهمة تم حسمها بداعي التسلل، أو ضاعت بسبب احتساب تسلل غير صحيح على أحد المهاجمين، مما سيجعل هذا القانون على الأغلب بعد اتقان استخدام الـ VAR  وتعميم تكنولوجيا خط المرمى، المادة الأكثر جدلاً تحكيمياً، وسيجلعها العدو المستهدف.

في 2016، تعرض التسلل في الهوكي على الجليد لهجوم عنيف من معظم وسائل الإعلام، وصفوه بعناوين واضحة جداً بالقانون الغبي الذي يجب أن يتغير، وفي كرة السلة الأمريكية مثلاً لا يوجد تسلل حقيقي، وتم الاستعاضة عنه بقانون “3 ثواني” للدفاع والهجوم، مما يمنع اللعب السلبي سواء في البحث عن سلة سهلة، أو الدفاع الممل.

بلاتر خرج من فيفا، لكن عقليته لم تخرج، ولو حاول خلفاؤه إظهار الأمر بأنه مختلف، فهو تقريباً أسس للنظام الحالي وطريقته في التفكير، والتخلص من أي تعقيدات في اللعبة فلسفة أساسية بالنسبة لرجال فيفا من أجل تحقيق الانتشار واقتحام الأماكن الحصينة ضد اللعبة مثل الصين والهند وأمريكا، التي تشكل نصف سكان الأرض تقريباً، وسوف تمثل انعكاس مالي مذهل على اللعبة.

دائما يمزح الشباب العرب من بعضهم قائلين “لو وجدت فتاة تعرف قانون التسلل فتزوجها”، ولعل هذا يشرح أن قانون التسلل معقد بالنسبة لمن لا يعرفونه، بل إن هناك بعض الحالات التي أشاهد فيها خبراء كرة قدم يجهلون تفاصيلها، مما يجعلني أرى أنه حالما تستقر الـ VAE  وتكنولوجيا خط المرمى، سيكون التسلل في مرمى التغيير.

التخلص من التسلل حسب دراسة تم نشرها في نفس عام تفكير بلاتر بإلغائه، سيؤدي إلى زيادة وقت اللعب وزيادة التمرير الأمامي والدفاع إلى الأمام، كما أنه سيسرع من اللعبة ويقلل البناء البطيء فيها، لكنه قد يؤدي لبعض الأفكار الهجومية الجبانة، مما قد يصاحبه قانون أكثر بساطة مثل قانون الثواني في كرة السلة.

بالتأكيد لن يتم الأمر في عام أو اثنين، بل قد يستغرق أكثر من 10 سنوات، لكن من الصعب تخيل التسلل يصمد أكثر من ذلك في عصر أكثر سرعة ومباشرة، وعصر يتم فيه رصد كل خطأ صغير وتضخيمه، وعصر باتت فيه البساطة شرط لأي نجاح وانتشار.




روابط مهمة:





تابع الكاتب :

انستاجرام : @mohammedawaad





سناب شات : M-awaad


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *