محمد عواد – كووورة – لم يعتد عشاق كرة القدم على حالة كالتي نشاهدها هذه الأيام في كرة القدم الأوروبية، فعادة ما كان هناك مرشح فوق العادة للقول “هو الأقرب للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا”، لكن الأسبوع الماضي بما جاء فيه حسم الجدل نهائياً، بأن أوروبا هذا الموسم لا سيد لها.
مباراة ريال مدريد وبرشلونة، أثبتت أن الأول لم يمت، وأن الثاني ليس في الوضع الذي يجعله مرشحاً فوق العادة، كلاهما ظهر مالكاً لأشياء، وفاقداً لأشياء أخرى، والأكثر وضوحاً أن كليهما قادر على الفوز وقابل للخسارة.
وفي نفس اليوم، كان سقوط بايرن ميونيخ أمام فريق يلعب كرة قدم تكتيكية متقدمة من جديد، فخسر في ملعبه أمام بروسيا مونشنجلادباخ، لتعود الشكوك تجاه فريق بيب غوارديولا، فرغم تقديم بايرن ميونيخ للكرة الأكثر تعقيداً في أوروبا، فإنه في ذات الوقت لا يستطيع إراحة جماهيره بقدرته على التعامل مع بعض الخصوم.
يوفنتوس، حقق انتصاراً كبيراً على بروسيا دورتموند أعاد له بعض من وهجه الأوروبي، لكن الانتصارات الضيقة وضعف الحماس محلياً، وإصابة بول بوجبا، وذكريات أوروبا السيئة، تجعل جمهور يوفنتوس متردداً بالقول إنه “المرشح”، خصوصاً أنه يأتي ممثلاً عن الدوري المصنف رابعاً في أووربا هذه الأيام حسب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
ولا يبدو موناكو وبورتو قادرين على وضع نفسهما ضمن لقب الأسياد، وسيكونوا سعداء لو خرجوا بطريقة كريمة من دور الثمانية، وسيصابون بجنون الفرح لو صنعوا المعجزة ولعبوا نصف النهائي.
أما باريس سان جيرمان، فرغم الإشادة بتأهله أمام تشيلسي، فلا بد من التذكر بأنه جاء بشيء من الحظ، لأن الإنقاذ بهذا الشكل، ومرتين، أمر يبدو غير قابل للتكرار، خصوصاً أن الفريق محلياً لا يؤدي بشكل مبهر يليق بحجم جودته وخبرة أسمائه.
والفريق الثامن في دور الثمانية هو أتلتيكو مدريد، الذي منذ أن هزم ريال مدريد 4-0 لم يقدم مباراة قوية، ولولا ركلات الحظ لرأينا باير ليفركوزن في هذا الدور، ويعاني كثيراً فريق دييجو سيميوني على مستوى صناعة الفرص، وكذلك الحال لا يبدو أن فريقه يملك نفس الحماس الذي كان الموسم الماضي إلا عندما يواجه ريال مدريد لحسابات تاريخية وجغرافية.
ملخص ما سبق، أن دوري أبطال أوروبا هذا الموسم يبدو غامضاً أكثر من أي نسخة مضت، فخلال عصر غوارديولا كان برشلونة دوماً الأوفر حظاً، وكذلك حال بايرن ميونيخ في الموسمين السابقين، ومن قبلها تناوب مانشستر يونايتد وميلان وارسنال ويوفنتوس وريال مدريد على هذه الصفة، وإن لم يحملوا اللقب دوماً، لكن الإعلام كان يضعهم على الكرسي رقم 1 للمرشحين.