محمد عواد – سبورت 360 – يتداول البعض قصة شبه خرافية عن هاتريك سجله جيوسبي مياتزا، أسطورة كرة القدم الإيطالية، ولا يحتاج من يقرأها للكثير من الجهد كي يعرف أن فيها مبالغة زائدة عن الحد، لكن في نفس الوقت فإن لقصة الهاتريك العجيب أسس تاريخية.
من هو جيوسبي مياتزا؟
مهاجم إيطالي مثل كل من الإنتر ويوفنتوس وميلان، كما كان نجماً من نجوم منتخب ايطاليا، وفترته الذهبية كانت مع الأفاعي ما بين 1927-1940 حيث سجل فيها 241 هدفاً.
حمل لقب كأس العالم مرتين مع منتخب ايطاليا أعوام 1934 و1938، وكان أفضل لاعب في مونديال 1934، ويعتبره كثيرون حتى اليوم أحد أفضل اللاعبين في التاريخ.
قصة الهاتريك الذي تم تضخيمها
تعود تفاصيل تضخيم الحكاية في زماننا إلى أن اللاعبين في الماضي كانوا يأتون فرادى إلى الملعب، وليس في حافلة كالتي نراها الآن ويوفرها النادي للاعبي فريقه، مما جعل القدوم غير محدد.
جيوسبي مياتزا كان يقيم بجوار الملعب الذي يستخدمه إنتر ميلان، ولأنه كان مستهتراً بعض الشيء تجاه مسألة الالتزام، حيث عرف عنه كثرة علاقاته النسائية وشربه الكحول، فقد حضر في يوم ما متأخراً، لكن قبل انطلاق المباراة بخمسة دقائق، وليس بين الشوطين كما يتم الترويج له حالياً.
جيوسبي مياتزا روى في مقابلة تلفزيونية حكاية وصوله إلى إحدى المباريات متأخراً، وأنه كان هناك 5 دقائق فقط لصافرة البداية، ويومها سمع إداريي النادي يتفقون على وضع حد لهذا السلوك، لكنه دخل وسجل هاتريك، وبالتالي لم تتم معاقبته .. لكن ليس هناك أي دليل على تفاصيل تلك المباراة وضد من كانت، وإن كان قد شرب قهوة مع صديقه قبل ذلك!
كل المصادر الموثوقة إعلامياً لم تذكر تفاصيلاً أكثر من الفقرة السابقة، لكن من المؤكد أنه كرر نفس الفعلة ضد يوفنتوس، حيث كان قد نام مخموراً، وبالتالي تأخر عن الاستيقاظ من أجل المواجهة، فتم إرسال مسؤولين من النادي لإيقاظه وإحضاره، حيث وصل قبل انطلاق اللقاء بدقائق، وسجل هدفين !
فارق الزمان يتكلم
لو كان جيوسبي مياتزا بهذه التصرفات في زماننا هذا لتعرض لإصابة في كل مباراة يلعبها، ولكان يلعب في الدرجة الرابعة، فبدء المباريات من دون إحماء وقلة التدريبات، وعدم الانضباط لا ينتمي أبداً إلى زماننا الحالي.
بالتأكيد هو سيد ايطاليا في عصره، وأحد أفضل اللاعبين في تلك الحقبة التاريخية، لكن تصرفاته غير قابلة للتكرار، ليس لأنه مميز، بل لأن قواعد اللعبة وتعقيداتها تغيرت!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: