– أمر غريب من النظرة الأولى، الفريق “ب” يصعد إلى الدرجة الثانية، فينتشر الفرح وسط مصادر مقربة من نادي برشلونة، بداية بالإعلام والصحفيين، وثم انتقل الفرح إلى الجمهور، لكن لماذا؟
– بداية لنؤكد أمر واحد، لا يمكن لبرشلونة “ب” ان يصعد إلى الليجا “الأولى” ما دام برشلونة الأساسي موجود في نفس الدرجة، بسبب قوانين النزاهة ومنع مشاركة فريقين تحت سلطة نفس المالك أو الإدارة في نفس البطولة.
– يتكون برشلونة “ب” من مزيج من لاعبي لاماسيا ولاعبين شباب تم استقدامهم مؤخراً لتحسين الأداء، وبعض اللاعبين من كبار العمر أيضاً، لكن الشباب يمثلون الأغلبية، وهنا يبدأ التفكير بفوائد المشاركة في الدرجة الثانية.
– بالنسبة للاعبين الشباب سواء من لاماسيا أو غيره، هذا يعني أنهم سيحصلون على منافسة أقوى مما وجدوه في الدرجة الثالثة، وتحدياً أصعب، مما يساعدهم على التطور بشكل أسرع وأفضل، وربما يعرف كثيرون أن ميسي شارك بما يقارب 22 مباراة في الدرجة الثانية عندما كان مع برشلونة “ب”، وتألقه هناك عجل في تصعيده.
– في الموسم المقبل سيواجه برشلونة “ب” فرقاً مثل أوساسونا وغرناطة وخيخون وبلد الوليد ورايو فاليكانو وسرقسطة، وهي فرق ليست بالقوة التي تهدد برشلونة الأساسي، لكنها ستضمن تواجد اللاعبين في الشباب ضد فرق لها اسم معروف، وجماهير تحضر الملاعب وتشجع بإيمان، وهذه خبرة بحد ذاتها.
– كسب الخبرات السريعة بعيداً عن الضغط، والمساعدة على التطور بشكل أفضل ليس كل شيء، فهناك الناحية المالية، فلاعب الدرجة الثانية في اسبانيا يتم مراقبته من قبل الكشافة الأوروبيين بشكل أكثر مما يحصل مع الدرجة الثالثة، مما يعني إمكانية إعجاب بعض الأندية ببعض لاعبي برشلونة “ب” غير المؤهلين لتمثيل الفريق الأول، وبالتالي بيعهم بسعر أفضل، إضافة إلى المنطق الطبيعي “لاعب الدرجة الثانية أغلى من لاعب الدرجة الثالثة”.
– الوجود في الدرجة الثانية أيضاً مفيد لغايات سوق الانتقالات مع اللاعبين الشباب، فجلب لاعب صغير عمره 18 سنة مثلاً من قارة مختلفة أو دولة ضعيفة التنافسية، قد يحتاج مرحلة انتقالية مثل الدرجة الثانية لكن تحت رعاية واهتمام برشلونة، وهذا الأمر قد يكون قبل الشراء أو بعده لجعل الانتقال أسهل وأقل ضغطاً، مثلا ريال مدريد استعار كاسيميرو من ساو باولو، فجربه في الدرجة الثانية، ثم قرر شراءه.
– نواحي إقتصادية ورياضية وإدارية، قد تساعد على تحسين إنتاج لاماسيا المتراجع بشكل واضح، أو تساعد برشلونة على تحسين قدرته على جلب المواهب الشابة وتسريع دخولها الفريق الأول، وهذا يبدو الدافع الأساسي لفرح الكتلونيين بالوصول إلى الدرجة الثانية بفريق “ب”، علماً أن إشبيلية “ب” يتواجد حالياً هناك.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:
سناب شات : m-awaad