سعيد خليل – عرض، يليه عرض آخر، ثم شيك على بياض من أجل تحديد الرقم الَّذي يريده، والإجابة واحدة في كل الحالات : “لا.”
نحن هنا لا نتحدث عن ضغوطات تقليدية، نحن نتحدث عن عروض مالية ضخمة، شروط هائلة إدارة الخليفي مستعدة أن توفرها، نتحدث عن مليون يورو في الاسبوع الواحد، ولا زال كيليان يرفض كل ذلك، لسببٍ ما.
في حياة الناس، هناك دائمًا مفترق طرق، لحظة عليك أن تحدد عندها ماذا تريد أن تفعل، أي صف ستأخذ، ستتجه يمينًا أو يسارًا، ستختار الأبيض أو الأسود. ومهما كان قرارك، سيكون له توابع، وعليك أن تتحملها، أيًّا كانت طبيعتها.
في حالة مبابي هنا، انه يعيش الظروف المثالية، لو جدد، خلال سنوات قليلة سيصبح الملك الأوحد، وسيكون قد شكَّل ثروة لن يحصل عليها في أي مكان آخر.
ولكنه بالمقابل، سيخسر فرصة أن يرى العالم الحقيقي في اللعبة، حيث تصنع التاريخ بدلًا من أن تجمع الأموال، وتكتب المجد، بدلًا من أن تقضي حياتك داخل قصور عاجية.
هل نجاحه مع ريال مدريد مؤكد؟
كلا، ربما يتضح لاحقًا أنَّ ذهابه إلى هناك كان القرار الخاطئ أصلًا، ولكنه لن يكتشف ذلك أبدًا إذا لم يجرب، إذا لم يخرج خارج دائرة راحته، إذا لم يحاول رؤية، كيف يبدو حلمه عن قريب.
سيتحمل مبابي مسؤولية قراره، ولكن على الأقل، فهو لن يكون جبانًا، وسيمشي في طريق المجد، هذا وحده يكفي.