محمد عواد – انتشرت مقاطع فيديو عديدة مؤخراً تكشف عن وجود أشباح في الملاعب، مرة في بوليفيا والمرة الأخرى في المانيا خلال نهائي الكأس 2014 بين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند.
مقاطع الفيديو المذكورة حققت ملايين المشاهدات، وأثارت الكثير من الجدل، تم نشرها في صحف كبرى حول العالم، وفتحت الصراع من جديد بين المؤمنين بالأشباح ومنكريها، ومن أجل ذلك قام موقع كووورة بالبحث حول هذه المسألة مستفيداً من الخبراء، ومستشهداً ببعض الأراء الدينية.
فيديو .. مشهد الشبح في بوليفيا:
الخبراء يشرحون وجهة نظرهم لكووورة:
مسؤول التصوير في قناة العربية أنطوان عطية ضحك كثيراً عند استشارته في الحكاية، وظن أن هناك كاميرا خفية تحاك له من قبلنا، قبل أن نؤكد له جديتنا ونطلعه على مشاهد الفيديو ليقول لنا من خبرته “هذه مشاكل في الكاميرات وإعدادات الإضاءة بشكل واضح، ليس هناك أشباح وإنما انعكاسات ضوئية خلقت هذه الصورة”.
وأضاف “مشاكلنا نحن البشر التي نسببها أكثر من مشاكل الطبيعة، هذا ما تقوله لي هذه الصورة لأن السبب إنساني وليش أشباحاً”.
خبير التصوير السينمائي سيف العزاوي قال “هذه ليست أشباح، كما أنها ليست خطأ فني مباشر، فالأخطاء الفنية في التصوير لا تظهر على شكل أشباح بل على شكل بقع ضوئية أو ما شابهها”.
وأضاف “الأمر لا يخرج عن احتمالين؛ فبركة الفيديو وهو أمر سهل للغاية، أو شيء تم تصويره بالفعل كظل لشيء غير ظاهر”.
رأي الدين في رؤية الجن أو الأشباح:
يرفض علماء الدين بشكل عام قبول كلمة “الأشباح” ويقولون إن ليس لها ذكر في القرآن والسنة، ويفضلون استخدام كلمة الجن بدلاً منها، فكلمة شبح الشائعة في الأفلام والروايات عبارة عن أرواح تائهة وضائعة في الأرض لسبب ما، وهذا أمر لا وجود له في الدين الاسلامي.
عند البحث والتعمق في المواقع الدينية ذات المصداقية العالية، تبين أن رؤية الجن من قبل البشر العاديين غير الأنبياء والرسل قضية خلافية قديمة بين فقهاء الإسلام، فهناك من أنكر إمكانية الأمر مستشهدا بقوله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ)، في حين رأى علماء آخرون إمكانية ذلك ولكن بحدود وشروط تضمن المصداقية وعدم تحول الأمر لخرافة بين الناس، من حيث أن يكون المدعي معروفاً بصدقه وعدله بين الناس.
عملية التركيب والفبركة سهلة جداً .. لكن المقطع أصلي!
لا تحتاج لخلق شبح في الملعب لقدرات معقدة في عالم تحرير الفيديو، فكل ما تحتاجه هو صورة لشخص قادر على تفريغ ما حوله أو تحديد معالمه في المشهد، ثم تقوم بتخفيف لونه لدرجة الشفافية فيصبح لديك شبحاً يمشي في الملعب.
هذه الحالة لا تنطبق على المشاهد المذكورة، لأن البث الأصلي لها ومشاهدته على التلفاز تثبت وجود ما يعتقد الناس أنه شبح، أي أن المسألة ليست فبركة وإلا لتم كشفها ونفيها بسهولة.
فيديو .. مشهد الشبح في بايرن ميونخ:
منطقياً .. الشبح عبارة عن …… :
بعد أخذ رأي الخبراء في المسألة الذين رأوا أن الشبح مجرد صدفة حدثت فنتجت تلك الصورة، وأن الفيديو في حال لم يكن مفبركا فإن المسألة لها علاقة بالإضاءة والخيالات والإعدادات.
وعند البحث أكثر في مكونات الملاعب والنقل التلفزيوني، فإن خيال الكاميرا العنكبوتية المعلقة للتحرك مع اللاعبين من أجل التصوير في المواقف المختلفة، يصبح هو الخيار الأقرب منطقياً ليكون الشبح، ويجعل حركة هذا الخيال مفسراً، وهو أمر قاله البعض منذ أول فيديو لكن لم يقنع كلامهم كثيرين ، لذلك أردنا إضافة مزيد من التفاصيل ومقطع فيديو لجعل المسألة أكثر منطقية.
ومما يزيد من هذا الخيار منطقية أن اللقطتين يشتركان بلحظة ثبات في اللعبة، فالفيديو البوليفي كان مع تنفيذ ركلة مرمى وبالتالي تحركت الكاميرا بسرعة (تستطيع الكاميرا العنكبوتية في الملاعب الوصول إلى سرعة تقارب 100 متر في 10 ثواني) لتكون في منتصف الملعب حيث من المتوقع سقوط الكرة في الوقت المناسب، أما الثاني فكانت صافرة نهاية الشوط حيث تصبح الكاميرا مطالبة بالتقاط اللاعبين الخارجين من الملعب فتحركت بسرعة نحو دائرة المنتصف.
وتم التقاط خيال هذه الكاميرا على غير العادة بسبب صدفة التوقيت ومكان الكرة وطريقة الإضاءة في الملعب، كما أن التوقيت يأتي مع حالة قد يصاحبها التسرع بتشغيل إحدى الكاميرات أو تحريكها ليتم التقاط ظل كاميرا أخرى.
ولتفسير ما يظهر أنه أرجل لإنسان في الفيديو، فإننا أرفقنا هنا صورة لظل كاميرا من الأعلى والتي تظهر كأنها عنكبوت، وحسب زاوية التصوير يظهر عدد معين من الأرجل، وللصدفة كانت زاوية التصوير مع انعكاسات الضوء لظل الكاميرا في بوليفيا تظهر شكلاً معيناً، أما في المانيا فيظهر اختفاء ما اعتقده الناس شبحا بعد ثواني، وهي الثواني التي استغرقتها الكاميرا لترتفع عن الملعب بشكل يخفي ظلها.
الفيديو التالي يوضح حركة الكاميرا العنكبوتية في الملاعب، وإمكانياتها المرنة من حيث الانتشار إضافة إلى تكون ظل لها مع اقترابها من الأرض أو أي حاجز كان.
الآن وبعد الوصول إلى حركة الكاميرا العنكبوتية .. قم فقط بإعادة مشاهدة اللقطات أعلاه، وتخيلها كاميرا عنكبوتية بدلاً من الشبح، وسيصبح الأمر قابلاً للتفسير أكثر.