محمد عواد – صحيفة القدس العربي – هجر كثير من شبابنا الصاعد الكرة العربية إلى الكرة العالمية، وهجر كثير من متابعي البطولات العريقة التي كانت عالية الشعبية في الماضي مثل الدوري الإيطالي والبرتغالي وبات التركيز على الدوري الإسباني والإنكليزي واضحاً، وباتت بطولة دوري أبطال أوروبا لا تقل أهمية عن كأس العالم، وكثير من التغييرات تحدث في عالم المستديرة.
يوماً ما، وصف محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي كرة القدم بأنها مسرح كبير، حيث يقدم عليها أكبر استعراض، وأن قدوم الدوري الإنكليزي ليقام في المنطقة الآسيوية يشكل خطراً كبيراً على اهتمام أهل القارة بكرتهم، فالمسرح القادم أفضل وأجمل وأكثر إبداعاً.
علينا أن نواجه الحقيقة، فكرة القدم باتت صناعة ترفيه، والتفكير فيها غير ذلك سيجعل المزيد من شبابنا يهجرون كرتهم تماماً، فالاعتماد على التنافسية والإثارة في اللعبة ذاتها لم يعد كافياً، لأن كل مباريات كرة القدم تؤمن نفس العناصر من مفاجآت وأهداف إلى غير ذلك.
في أمريكا، هم أسياد هذه التجربة، فالكاميرا الباحثة عن جماهير ليتحدوا بعضهم بالرقص، والأسلوب المثير في البث والتعليق وطريقة التغطية الإعلامية البعيدة عن الملل للبطولات، كلها أمور تجعل أي رياضة يتم لعبها في بلاد العم سام قابلة للنجاح، لأنهم يعرفون بأن الرياضة… تنافسية للاعبين وترفيهية للمشاهدين.
ويحتاج القائمون على الرياضة في عالمنا العربي وبعض الدوريات التي كنا نشاهدها بكثافة مثل الدوري الإيطالي للإيمان بهذه النظرة، فالتوقف على جهود تقليدية لرفع مستوى البطولة فقط لن يأتي بنتائج، فالعمل على الرياضة يجب أن يصحبه تغطية مختلفة، وبث مختلف، وأجواء مريحة للجماهير في الملاعب.
ما يجب عمله أن الملعب عبارة عن حديقة ترفيهية الهدف منه تحبيب الجميع بزيارتها، وأن الملعب بالنسبة لكاميرا البث هو مسرح، فالنقل يجب أن يكون متكاملاً عالي الجودة منسقاً من دون أن يفوت المشاهد أي لقطة، وأما التغطية فيجب أن تكون بالنظر إلى اللاعبين كأنهم نجوم، وتحطيهم الإثارة والغموض ويفضل تخيلهم على أنهم جاستن بيبر!