محمد عواد – كووورة – قدم تشيلسي مباراة مميزة جديدة أمام ويستهام الذي دخل اللقاء في المركز الرابع، واستطاع رجال جوزيه مورينيو تقييد خصمهم وإخراجه تماماً من المواجهة حتى حسمت الأمور، فلم يكن هناك حاجة فعلية للحارس البلجيكي كورتوا إلا في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
وبعد أن قدم البلوز لقاءً غاية في الانضباط التكتيكي والاستعداد للخصم أمام ستوك سيتي، جاء لقاء آخر أظهر فيه المدرب البرتغالي جديته المطلقة في السباق المحتدم هذا الموسم من أجل لقب البريميرليج الذي غاب عنه – شخصياً – منذ عام 2006، فكل التفاصيل كانت في الحسبان، حتى فيما يتعلق بمن يصعد على الكرات الهوائية أمام كارول لمنعه من خلق فرص لزملائه.
كلمة أنشيلوتي .. هي سر مورينيو
من يشاهد تشيلسي هذا الموسم يجد التوازن في كل شيء، توازن لدرجة يمكن وصفها بالمفرطة، فهو ملموس بين الدفاع والهجوم، وبين الجهات التي يشن منها الفريق هجماته، وبين نوعية اللاعبين الموجودين ضمن الـ 11 لاعباً أساسياً.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، هازارد لاعب يحب أن يجري بالكرة ويشن هجمات بشكل أقرب لمهاجم جناح، في حين أن وليان على الجهة المقابلة يحب أن يصنع اللعب ويمرر الكرة كجناح برتبة صانع العاب على الطرف، أما أوسكار فهو لاعب مباشر يخرج الكرة من دون تعقيد إلى الأمام، ومن خلفه سيسك فابريجاس صانع العاب بفكر استحواذي وتنظيمي.
توازن تشلسي الفردي، يطلق عليه البعض في وسائل الإعلام “تنوع اللاعبين”، لكن الانتباه إلى طريقة اللعب بين كل الخطوط، يؤكد أن جوزيه مورينيو بنى هذا الفريق حول التوازن أكثر مما بناه حول الصفات والجودة، لأنه تذكر جيداً الموسم الماضي أهمية التوازن للنجاح الذي حققه طوال مسيرته، وهو مبدأ كان يطبقه لكنه نسيه على الأغلب في سنوات الصراع المدريدي.
تذكر مورينيو هذا المبدأ وهو يرى كارلو أنشيلوتي يردد كثيراً بحثه عن التوازن، وافتخاره بوصوله إليه في النهاية محرزاً العاشرة الأوروبية.
إلى أين يمضي تشيلسي؟
تشلسي قادر على الفوز بعدة القاب مهمة خلال الموسم الحالي، فالفريق يملك الجودة الفردية والقيمة التكتيكية، إضافة إلى تميزه بحالة بدنية ملفتة نتيجة وجود المدرب المساعد المختص بالأمور البدنية، روي فاريا صديق مورينيو الأبدي.
ويزيد من قوة البلوز نظامهم التكتيكي المرن القادر على التعامل مع الخصوم والتغير حسب ظروف اللقاء وشكل المواجهة، وهذه عادة الفرق التي يقودها جوزيه مورينيو عندما يكون كل شيء على ما يرام، ويمكن اعتبارها من النواحي المهمة التي لم يستطع خلقها بشكل مثالي في ريال مدريد.
الأمور إن جرت من دون إصابات قاتلة طويلة الأمد للاعبين الـ 11 الأساسيين، يصبح وجود تشلسي في نصف نهائي دوري الأبطال من جديد أمراً واقعاً وإن كان خصمه في دور الستة عشر صعب مثل باريس سان جيرمان، كما أن النتيجة ستكون بقاؤه في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي حتى الأسبوع الأخير مع أفضلية له للظفر به.
وبالنسبة لبطولات الكؤوس، فمراهنة جوزيه مورينيو على عدد قليل من اللاعبين دون اللجوء لمبدأ مداورة، يجعل من هذه البطولات عبئاً عليه لا امتيازاً، فحصدها لن يعد نجاحاً إن لم يحصد الألقاب الكبرى سابقة الذكر، وبالتالي فإن المدرب البرتغالي سيلجأ على الأغلب لجعلها مجرد اختبارات لبعض الأسماء كي يستعيدوا ثقته مثل شورله وراميريس وريمي.
لمزيد من الاستقرار .. لا بد من سوق الانتقالات الشتوية
تشلسي يملك 11 لاعباً قادرين على مجابهة أي فريق كان في أوروبا، ورغم أن هناك بعض الفرق التي تتفوق عليهم بالجودة الفردية، لكن نظام الفريق اللندني التكتيكي وقوة خط الدفاع عندما يقرر العودة إلى الخلف تجعله صعباً على أي كان.
إلا أن العائق الوحيد أمام أحلام مورينيو صاحب مشروع العشر سنوات هذا الموسم يتمثل بغياب بديل ناجح في بعض المراكز، فإن كان شورله يعيد بديلاً مقبولاً لوليان، فإن البلوز لا يملكون لاعباً بمهارات فردية مثل هازارد، ولا يملكون لاعباً قادراً على اللعب مكان ماتيتش بنفس جودته الفنية أو بديل قصير الأمد لسيسك فابريجاس، وإن كان ميكيل يؤدي المطلوب منه دفاعياً في حال كان الفريق يلعب للحفاظ على نظافة شباكه، فإن مباراة نيوكاسل أثبتت محدودية قدراته الهجومية.
الكلام في الماضي عن لاعب نيوكاسل موسى سيسوكو من شأنه أن يحل جزءاً كبيراً من المشكلة، لكن تلميح جوزيه مورينيو لعدم دخول سوق الانتقالات قد يكون خطوة غير مدروسة، وإن عرف عنه في الماضي عدم إقباله على التسوق في هذه الفترة إلا في حالات الطوارىء، لرغبته الدائمة بالحفاظ على استقرار الفريق وانسجامه.
وعند قراءة الصحافة الإنجليزية، فإن الصحف الوحيدة التي تتحدث عن صفقات محتملة لتشيلسي هي الصحف ذات المصداقية المنخفضة مثل مترو وديلي ستار، في حين أن المصادر ذات الاعتمادية الأعلى لا تربط أي اسم بتشيلسي، في حين يتركز الحديث عن احتمال رحيل محمد صلاح فقط.
خلاصة
تشيلسي الحالي ليس بمشروع قائم على الأفراد كما يعتقد البعض، فسوق انتقالاته كان من أجل هذا البناء المتوازن المرن، فبات الفريق قوياً بقوة مجموعته المعتمدة على تميز أفراده، مما يجعله الخصم الأصعب لكل من يواجهونه.
وتزيد قوة دفاع البلوز وحارسه المتألق من تعقيد التفوق عليه، وهو قادر على الفوز بكل شيء مهم هذا الموسم بهؤلاء اللاعبين إن لم تخذله الإصابات، ولكن لمزيد من الأمان فإن صفقة أو اثنتين في الشتاء ستكون صمام أمان أفضل لإعادة تشيلسي إلى منصات التتويج.