محمد عواد – سبورت 360 – أصبح من شبه المؤكد تولي رافا بنيتيز مهمة تدريب ريال مدريد في الموسم المقبل، وذلك خلفاً لكارلو أنشيلوتي الذي تمت إقالته رغم مطالبة اللاعبين باستمراره.
خبرة تدريب طولها 22 عاماً، بدأت في ريال مدريد (ب) ومرت في عدة محطات بعد ذلك لتتوقف من جديد في ريال مدريد، كشفت عن الإيجابيات والسلبيات في أسلوب وشخصية وعقلية المدرب الإسباني رافا بينيتيز، نستعرضها معكم في هذا التقرير.
إيجابيات رافا بنيتيز
** خبرة طويلة محلية وأوروبية
22 عاماً من التدريب، جعلت هذا المدرب يملك خبرة طويلة كان منها العمل مع رؤساء صعب التعامل معهم أمثال رومان أبراموفيتش وموراتي، كما أنه عاش تحت ضغوط النجاح والمطالب الكثيرة في عدة مراحل من مسيرته، ودرب في بطولات مختلفة مما يعطيه ثقافة التكتيك والأساليب المنوعة التي تمنحه حلولاً أكثر.
على الصعيد القاري، امتلك رافا سجلاً جيداً، فقد فاز باللقب عام 2005، ولعب نهائي 2007، ووصل نصف النهائي عام 2008، ولعب دوماً في البطولات الأوروبية المختلفة؛ دوري الأبطال والدوري الأوروبي، أي لديه معرفة كاملة بالأجواء والتفاصيل على مستوى القارة العجوز.
** اسباني الجنسية
بات الحديث عن ريال مدريد الآن يشترط الكلام عن جنسية المدرب وعلاقته بوسائل الإعلام المدريدية كصحف ماركا وآس والبرامج التلفزيونية والإذاعية هناك، وكلام رافا بنيتيز بالإسبانية بطلاقة أمر ألمح له الرئيس فلورنتينو بيريز في مؤتمر إقالة أنشيلوتي، ووصفه بالأمر الجيد.
وجود مدرب إسباني يحتوي الجماهير المحلية التي باتت مبرمجة على مهاجمة الأجانب في السنوات الأخيرة مع أول خطأ لهم، كما أنه سيكون أقدر على فهم واستيعاب اللاعبين الإسبان والإعلاميين المؤثرين على صناعة الرأي العام.
** مرن تكتيكياً
يتميز رافا بنيتيز عن كارلو أنشيلوتي ويورجن كلوب بأنه مدرب مرن تكتيكياً، ليس لديه أسلوب جامد، وإن كانت خطته الأساسية 4-2-3-1 فهو مستعد لتغيير شيء في النهج أو الشكل بناء على معطيات الخصم أو ظروف اللقاء والفريق.
هذه المرونة ستفيد ريال مدريد الذي يملك عدة نجوم بمزايا مختلفة، فخطة تضم إيسكو يجب أن تختلف عن خطة يلعب فيها خيميس رودريجيز، وبالتالي سنرى على الأغلب تنويعاً بين 4-2-3-1 إلى 4-3-3 ولن يكون مفاجئاً رؤيته بعض الأحيان يلعب بـ 4-4-2.
** لا سجل صدامات له مع نجوم
لم يعرف عن رافا تصادمه مع نجوم الفريق في أي مكان حل فيه، هو يركز على الجانب الكروي بشكل كبير، وباستثناء بعض التجارب الصعبة في إنتر ميلان نتيجة عدم قبول اللاعبين نفسياً لخروج مورينيو في تلك الفترة، فإنه كان جيداً في إدارة النجوم.
** جيد في المباريات الكبيرة
عندما عين إنتر ميلان رافا بنيتيز، خرج موراتي وقال “جئنا به لأنه المدرب الوحيد الذي تفوق على مورينيو بالمواجهات المباشرة”، كما أن رافا في ليفربول وتشلسي خرج بأرقام جيدة أمام ارسنال ومانشستر يونايتد، صحيح أنه لم يكن متفوقاً لكن بالنظر إلى فارق جودة اللاعبين الذي امتلكهم فالأرقام كانت جيدة جداً.
في ايطاليا، أيضاً ترك رافا لمسة مهمة في المباريات الكبيرة، فهزم يوفنتوس الموسم الماضي في بطولة الدوري ومطلع الموسم في كأس السوبر، وكذلك تفوق على روما في أكثر من مناسبة، وهو مطالب ليبرهن ذلك في المباراة المصيرية أمام لاتسيو.
أكثر ما تعرض له أنشيلوتي من انتقادات هذا الموسم كان أداؤه في المباريات الكبيرة، وكشفت الإحصائيات عن خلل واضح في هذا المجال، لكن بينيتيز يبدو أفضل من هذه الناحية.
** لا يفقد الإيمان باللاعبين
رافا بنيتيز لن يرتكب خطأ أنشيلوتي أمام يوفنتوس، بعدم الدفع ببديل ثاني باحثاً عن محاولة تعديل الأمور، لأنه فقد الإيمان بالاحتياطيين لديه.
في ليفربول، كانت ظروف تشكيلة الفريق في السنوات الأخيرة محبطة من حيث الجودة، لكنه كان يدفع باللاعبين، ويعطيهم فرصة، فهو يستخدم الموجود، وهذه ميزة إيجابية أيضاً.
** فلسفته ليست معقدة
لو كان الخيار بين يورجن كلوب ورافا بنيتيز، فالمدرب الإسباني يتفوق بأن فلسفته غير معقدة، فهو من أصحاب تبسيط أمور كرة القدم، وهذا أمر جيد عند الكلام عن ريال مدريد، الذي لا تبدو ثقافة أروقته الداخلية تقبل انضباطاً عالياً في كرة القدم، بل قد تؤدي هذه الفلسفة المعقدة إلى مشاكل كثيرة.
سلبيات رافا بنيتيز
** تصادمي مع الرؤساء
مشكلة رافا بنيتيز الرئيسية أنه صريح أكثر من اللازم عند التعامل مع الرؤساء، فقد تحول صراعه لعلني أيام مع ليفربول مع الملاك السابقين الذين وصل بهم الأمر في النهاية لعرض 5 مليون جنيه استرليني عليه فقط لتعزيز صفوف الفريق.
كما أنه في إنتر ميلان لم تكن علاقته طيبة مع موراتي، حيث كان تصريحه الشهير “ادعموني أو أقيلوني”، عندما طالب بصفقات في سوق الشتاء، فتمت إقالته، وتعيين ليوناردو وشراء لاعبين للأخير في الشتاء!
مع فلورنتينو بيريز، على رافا بنيتيز أن يكون حذراً، فهو يتعامل مع من قرر خروج كارلو أنشيلوتي وجوزيه مورينيو، وأقال 9 مدربين في 12 سنة، أي أن تغيير مدرب بالنسبة له أسهل من التنفس !
** معدل تحصيل نقاط ضعيف
حتى في فالنسيا الذي توج ببطولة الدوري معه مرتين، فإن معدل تحصيل النقاط لدى رافا بنيتيز لم يستطع اجتياز حاجز النقطتين، وأفضل معدل له كان في تشلسي مع 1.96 نقطة في المباراة الواحدة، في حين أن هذه الأرقام أقل من متوسط أرقام مدربين أمثال كارلو أنشيلوتي وجوزيه مورينيو.
هذه الحالة، مقلقة لمن يبحثون عن لقب الدوري، في ظل وجود فريق مثل برشلونة يحصد النقاط بشكل كبير جداً.
** دفاع متذبذب مؤخراً
الأرقام تعكس مستوى الفرق التي يدربها رافا بنيتيز من حيث الناحية الدفاعية، هذا الموسم مع نابولي تلقى 50 هدفاً، وهذا يجعل فريقه صاحب عاشر أسوأ دفاع في بطولة الدوري، وهذا غريب لصالح ثالث أفضل دفاع الموسم الماضي!
حالة التذبذب مع نابولي لم يكن يعاني منها رافا في ليفربول، فهو كان دوماً ضمن صاحب أفضل 3 دفاعات في البريميرليج باستثناء الموسم الأول.
وبالتالي فهناك مخاطرة بتعيين مدرب لم يستطع إدارة دفاعه في الموسم الأخير لأن هذه المسألة قد تكون دائمة وليست مجرد موسم، رغم امتلاكه بنفس الوقت تاريخاً يبدو جيداً في هذه النواحي.
** غير مرحب به
مشكلة رافا بنيتيز الحالية أنه غير مرحب به بين اللاعبين، ولأن “الأنا” لديه عالية بعض الشيء، فهذا قد يخلق له توتراً وبداية غير جيدة مع اللاعبين إن لم يتصرف بذكاء.
لوكا مودريتش ورونالدو وكروس وراموس كلهم أعلنوا حزنهم لرحيل المدرب، وبالتالي فإن المهمة الأكثر أولوية له في البدايات .. كسب هؤلاء.
بعد ذلك، على رافا كسب الجمهور الذي رفضه في أكثر من استفتاء مؤخراً، وذلك من بوابة النتائج الجيدة مبكراً.