مروان كريم – شهدت المباريات الأخيرة لبرشلونة ثورة تكتيكية للمدرب كومان.. باعتماده على أشكال تتضمن ثلاثة مدافعين ومهاجمين إثنين في عمق الملعب، في حين تم تكليف الأظهرة باحتلال أروقة الملعب.
تغيرات جعلت كومان يقدم على خطوة غير متوقعة بتوظيف ديمبيلي في عمق الهجوم، خاصة في ظل غياب فاتي وتواضع مستوى غريزمان.
فكرة مجنونة في نظر البعض، فاللاعب الفرنسي لم يظهر منذ انضمامه للبارسا قبل 4 سنوات عن مرونة تكتيكية تؤهله لتغيير مركزه.. حيث تم اتهامه مراراً من طرف الصحافة الكتالونية بعدم قدرته على قراءة المباريات بشكل جيد، وافتقاره للذكاء اللازم للانخراط والانسجام ضمن منظومة لعب الفريق الجماعية.. حيث أعتبر الجميع أن السبب وراء ذلك يكمن في كثرة إصابات اللاعب وسوء التأخير الفني من طرف المدرب فالفيردي.
لذلك فإن تألق ديمبيلي في مركزه الجديد، من خلال خلقه للعديد من الفرص الخطيرة -رغم إهدار العديد منها- يدل على العمل الكبير الذي خضع له الفرنسي من أجل تطوير خاصية طلب الكرة وقراءة المساحة داخل الملعب، علاوة على التحسن الكبير على المستوى البدني، خاصة إذا ما لاحظنا أن تطور اللاعب لم يبدأ سوى بعد قدوم كومان.. ما يبرهن أن مشكلة ديمبيلي كانت عدم الاعتناء به من طرف الجهاز الفني للمدرب فالفيردي، حيث يعاب على فترته النقص الكبير في حدة التدريبات.
تغيير ملحوظ.. لا يمكن إنكاره، يجعلنا نفكر في مدى قدرة ديمبيلي على تطوير اللمسة الأخيرة كذلك، كخطوة أخرى نحو تحويله لورقة رابحة في عمق الهجوم أمام الفرق التي تطبق ضغطاً عالياً وتلعب بخط دفاع متقدم، وذلك باستغلال سرعة اللاعب الخارقة.
فالمقصود هنا ليس الاعتماد على عثمان كقلب هجوم رئيسي طوال الموسم، فهو بالنهاية ليس هدافاً بالفطرة.. لكن الفكرة تكمن في تطوير اللاعب ليشغل أكثر من مركز بنجاعة مقبولة تسمح للبارسا بالاستفادة منه في إعادة بناء الفريق وعدم إضافته للائحة طويلة من الصفقات الفاشلة المدعوة لمغادرة النادي.. ولو مجاناً لضخامة فاتورة الرواتب.
فهل سينجح كومان في إكمال عملية تطوير اللاعب وتسخير إمكانياته الفردية لصالح المجموعة؟ خاصة في ظل تأكيد لابورتا اعتماده التام على ديمبيلي في مشروعه الرياضي الجديد واصفاً إياه بالموهبة التي تحتاج المزيد من الصقل.