مصطفى محمد – لكي نتطور هناك طريقتين، أما أن نصرف مئات الملايين أو نطور ما يتواجد لدينا من لاعبين؛ وأن تتطور كذلك عقلية الفريق ككل من أن يكون نادي يحاول أن يجمع ثلاثين نقطة كل موسم لنادي يحاول أن يتنافس مع باقي الفرق ويجمع أكثر من 50 نقطة في الموسم وهذا بالتأكيد مسألة غير سهلة.
كانت أولى كلمات المدرب الإنجليزي جراهام بوتر وقت توليه فريق برايتون في عام 2019، والذي حوله لفريق يقدم كرة قدم مذهلة بدون تكاليف تذكر، فإجمالي ما صرفه برايتون لا يتجاوز 30 مليون يورو هذا الموسم، لكن مع ذلك يمثل كابوساً لكبار البريميرليج فقد نجح في الفوز على مانشستر سيتي، وتوتنهام، وليفربول، وتعادل مع ليفربول، إيفرتون، ويست هام، وتشيلسي، وخسر بصعوبة بفارق هدف وحيد أمام كلا من اليونايتد وليستر مما دفع كبار المدربين في البريميرليج سواء أنشيلوتي الذي أثنى على الفريق وعمل بوتر أو بيب غوارديولا الذي وصف صعوبة اللعب أمام برايتون وصنف جراهام بوتر كأفضل مدرب إنجليزي على الساحة الآن.
الفريق يستحوذ على الكرة بصورة رائعة ويستغل أجنحته الهجومية بصورة مميزة بالشكل 352 أو 343 مع شغل اللاعبين للقنوات المركزية وإحداث فوضى في منطقة الخصم بالتحرك والتمريرات السريعة والبينية مع إسهامات أحد لاعبي خط الوسط بالتقدم هجومياً لإحداث مزيد من الثغرات في دفاع الخصم، يضغط بشكل عالي من الأمام لدرجة تصل إلى تقدم أكثر من سبع لاعبين في منطقة الخصم والذي يجعل شكل الفريق أقرب ل 316 في حالات معينة والذي يعرضه للكثير من الخطر الدفاعي لكن الفريق يحاول تضييق المساحات بين خطوطه ومحاولة استباق المهاجمين للخصم دفاعيا دون إغفال براعة بيسوما متوسط الميدان الذي يمتلك ثامن أفضل معدل في التدخلات (2.9/ مباراة) والذي يعطي الفريق أمان دفاعي وتغطية مميزة في أوقات الزحف الهجومي.
لكن مع ذلك يبقى برايتون هو أكثر فريق خسر نقاطاً بعد تقدمه في النتيجة ب 20 نقطة وسابع أكثر الفرق إهدارا للفرص في البريميرليج مما يعكس مدى ضعف جودة الفريق هجومياً، والتي لا تتوج عمل بوتر المذهل تكتيكا وهذا يتضح في جدول النقاط المستحقة Xpts حيث وضع برايتون في المركز الخامس برصيد (60) نقطة بفارق” 19″ نقطة عن ما حصله الفريق في الجدول (41) وهو ما يظهر في أرقام الفريق الهجومية، فنيل موباي هداف الفريق ب 8 أهداف سجل أقل من المتوقع بخمسة أهداف كاملة والفريق ككل سجل أهدافا أقل من المتوقع ب 12 هدف كامل!
جراهام بوتر مدرب يستحق الإشادة فقد نجح في صناعة فريق بهوية متماسكة وكرة قدم ممتعة بأقل الإمكانيات المتاحة، وقدم موسما متميزاً على مستوى الأداء وبشهادة جميع المواقع الإحصائية والمحللين، والأكيد أننا جميعاً نتفق على أن لو أمتلك برايتون جودة أعلى في تحويل الفرص لكان في اليورباليغ هذا الموسم على الأقل.