محمد عواد – سبورت 360 – ديميتري ريبولوفليف، مالك نادي موناكو، روسي يملك من الثروة 9 مليارات دولار حسب أخر تحديث موجود من مجلة فوربس.
عندما بدأ ديميتري مسيرته في موناكو، اعتقد كثيرون أنه ذاهب لتكرار ما فعله رومان أبراموفيتش في تشلسي من إنفاق ببذخ في البداية، لكنه توقف فجأة وبشكل سريع عن الإنفاق، وانتشرت عدة تفسيرات لهذا التوقف، لكنه أدار المرحلتين؛ مرحلة الإنفاق ومرحلة الاقتصاد بشكل ملفت، ليبدو التوقف عن الإنفاق كأنه مخطط له وليس قسرياً.
فيما يلي استعراض لأذكى الخطوات التي قام بها ديمتري:
** شراء نادي موناكو وهو في الحضيض
للاستثمار في أي نادي كي ينجح، يجب أن ينتمي هذا النادي إلى منطقة اقتصادية مهمة، ويجب أن يملك قاعدة جماهيرية قوية، وهذا ما يتميز به نادي موناكو.
لكن توقيت الشراء، عندما يكون موناكو في ذيل ترتيب الدرجة الثانية، يجعل ثمن الشراء شبه مجاني، ومقابل الاستثمار في شراء لاعبين فقط، كما حصل مع ديميتري الذي استحوذ على ثلثي النادي عام 2011.
** فارق إنفاق منطقي جداً
وعد ديميتري عند توليه زمام أمور النادي بإنفاق مبلغ مالي كبير خلال 4 سنوات، وبطريقة ستضعه ضمن مصاف المقدمة في فرنسا، وتضمن له التواجد الأوروبي الدائم.
أنفق موناكو على شراء فريق كامل، ولكنه قام ببيع بعض اللاعبين أيضاً، ليكون فارق ما دفعه النادي الفرنسي في 4 سنوات 150 مليون يورو تقريباً.
150 مليون يورو، أخرجت النادي من ذيل الدرجة الثانية إلى دور الثمانية في دوري الأبطال في 4 سنوات، وهو أمر لم يحققه مانشستر سيتي حتى الآن، ولم يستطع باريس سان جيرمان فعل ما هو أفضل منه.
** استثمار مدروس باللاعبين
مبلغ 150 مليون يورو الذي دفعه ديميتري قابل للاستعادة بسهولة لو واصل إدارة سوق الانتقالات بذكاء، فهو ما زال يملك فالكاو رغم تخلصه من راتبه الموسم الماضي بإعارته إلى مانشستر يونايتد، والنمر الكولومبي يضمن له ما لا يقل عن 40 مليون يورو عند بيعه، أو يعيد له مبلغاً مالياً كبيراً عند إعارته.
إلا أن أقوى ما يملكه موناكو من حيث التشكيل يتجسد بمنظومة من الشباب الرائعين والمذهلين، الذين تم الاستثمار بهم أكثر من الاستثمار بنجوم تشترط المال الكثير للعب مع موناكو.
فابينيو (21 سنة) وكوندوجبيا (22 سنة) وكاراسو (21 سنة) وبرناردو سيلفا (20 سنة)، لاعبون يعدون ضمن الأفضل في مراكزهم بالنسبة لفئتهم العمرية، وتم دمجهم مع لاعبين بخبرة ممتازة أمثال موتينيو ونبيل، مما خلق منظومة حيوية وناضجة في آن واحد.
موناكو يستطيع الآن خوض الموسم المقبل في فرنسا وهو واثق من امتلاكه تشكيلة أفضل من ليون ومرسيليا، وإن احتل هذا الموسم المركز الثالث نتيجة البداية السيئة، مما يضمن له الوصول المتكرر لدوري الأبطال، الأمر الذي يرفع من دخله ويؤمن له المزيد من الصفقات.
** الحكمة باختيار المدربين
بدأت مسيرة موناكو الحقيقية في عهد ديميتري بتعيين كلاوديو رانييري، وهذا اختيار حكيم، فرغم أن المدرب الإيطالي لا يحقق البطولات، لكنه أحد أفضل البنائين في أوروبا، يعرف كيف يشتري، ويعرف كيف يبني فريقاً بأموال قليلة.
ثم كانت الخطوة الممتازة بالتعاقد مع ليوناردو جارديم، المدرب الذي كان يحقق نجاحات كبيرة لكنها صامتة في أولمبياكوس، ثم احتلاله المركز الثاني بشكل ملفت مع سبورتنج لشبونة في البرتغال، وقبل ذلك كان قد نجح مع سبورتنج براجا بالوصول إلى المركز الثالث.
أعطى موناكو الفرصة لجارديم الذي برهن على براعته رغم عدم حديث الإعلام عنه، وصبر عليه في بدايات الموسم، ليصنع منظومة تكتيكية متوازنة، قادرة على تعقيد الأمور على أي خصم كان.
مبلغ مالي قليل جعله يملك نادياً له تاريخ، ويملك لاعبين قادرين على تحقيق النجاح لسنوات مقبلة، مما يرفع دخل النادي ويعود بالأموال المستثمرة إلى صاحبها، ثم ذكاء باختيار المدربين، وعدم تردد بتغيير الاستراتيجية … لنسأل أنفسنا بعد ذلك “هل كان أذكى من الجميع؟”.