محمد عواد – سبورت 360 – مستشار الانتقالات، فقرة يومية من موقع سبورت 360 خلال فترة الانتقالات، نناقش فيها أخر أخبار السوق وعلاقتها بالأندية الكبرى في أوروبا.
ما زال ريال مدريد يلتزم الصمت بسوق الانتقالات، بشكل لا يعجب جماهيره، فلم يضم إلا دانيلو وكاسيا وأسينسيو، في حين استعاد كل من كاسيميرو وتشيرشيف، وسمح برحيل سامي خضيرة وإيكر كاسياس مجاناً، ليكون فارق إنفاقه هذا الصيف ما يقارب 40 مليون يورو.
مشكلة الموسم الماضي .. إصابات وجمود تكتيكي
لم تكن مشكلة ريال مدريد أبداً في الموسم الماضي الأسماء، ولا حتى مفهوم عمق التشكيل الذي انتقده كثيرين.
عدد الإصابات التي عانى منها النادي كان غير طبيعي، ومستوى اللياقة كان منخفضاً، وهذا أمر كان سيهز أي فريق كان.
المشكلة الثانية التي ظهرت هي جمود تكتيكي من كارلو أنشيلوتي، حيث أصر على خطة 4-3-3 رغم بعض الغيابات المهمة في التشكيل لهذا الشكل التكتيكي، وكان التحول إلى اشكال أخرى مثل 4-2-3-1 سيضمن أداءً أفضل، في ظل تخفيف الاعتماد على مركز لوكا مودريتش وزيادة الاستفادة من ايسكو كلاعب في المركز رقم 10.
مشكلة ثالثة يمكن لوم أنشيلوتي عليها، أنه اعتمد على 13 لاعباً طوال الموسم، ولم يكن يستخدم الأسماء الأخرى إلا عند الاضطرار لذلك، الأمر الذي لا يمكن توقع نتائج معه، بل إنه في الموقعة الأخيرة في الأبطال ضد يوفنتوس لم يستخدم كل التبديلات، كإعلان عدم ثقة مطلق بمن لديه، وهذا يكفي ليخيبوا الظن، لأن عدم الثقة أمر هادم للاعبين.
عندما كان فريق ريال مدريد متكامل الصفوف، ظهر قوياً جداً، وحقق نتائج مذهلة، وظهر كأنه أقوى فرق أوروبا، لكن عندما بدأت الإصابات باجتياحه تراجع مستواه بشكل واضح.
التشكيلة الآن فيها عمق إلا في مركز واحد
لا يمكن بناء الفريق على أساس احتمال إصابة 5 لاعبين نجوم منه، فهذه مسألة يجب معالجتها من خلال تدعيم الفريق الفني وليس من خلال شراء لاعبين “بالجملة” للتعامل مع إصابة نصف الفريق.
النظر إلى تشكيل ريال مدريد الحالي، وبعد قدوم دانيلو، يظهر وجود ما يقارب 13 لاعباً من مستوى عالي، وفي كل مركز هناك بدائل كافية من حيث العدد ومن حيث المستوى المقبول، وهي أسماء قادرة على تقديم الإضافة عند الحاجة إليها، خصوصاً في ظل بقاء إيارامندي الذي من المفترض أن يظهر في 4-2-3-1 بشكل أفضل.
المركز الوحيد الذي بحاجة لتدعيم هو مركز المهاجم الصريح، ولو كان هناك كلام عن لعب كريستانو رونالدو فيه صحفياً، فإن جلب مهاجم بأجر منخفض وقادر على تقديم حلول مختلفة مثل فرناندو لورينتي سيكون جيداً لتدعيم الدكة.
فارق الإنفاق يظهر أن لاعب واحد فقط قادم
ريال مدريد أنفق حتى الآن ما يقارب 40 مليون في سوق الانتقالات، وباستثناء الموسم الأول والثاني لفلورنتينو بيريز، فإن هذا الرقم قريب من سقف ما يتم إنفاقه من ريال مدريد سنوياً (فارق بيع وشراء اللاعبين).
حتى في موسم جلب جاريث بيل كان فارق الإنفاق يقارب 50 مليون يورو، وهذا يعني أن هامش ما تبقى لريال مدريد للإنفاق في حال عدم بيع سيرجيو راموس، يتراوح ما بين 10-20 مليون يورو، الأمر الذي يناسب جلب لاعب واحد ليكون احتياطياً في ريال مدريد.
لا يمكن وضع 11 نجماً على الدكة في الزمن الجديد
في الزمن الحديث لم يعد ممكنا الحصول على دكة من أعلى مستوى، في حال أراد النادي مواصلة المنافسة في سوق الانتقالات والحفاظ على أعمدته الرئيسية.
كثرة النجوم، يعني فاتوة أجور عالية، ومع مضي الوقت سيصبح هناك مشكلة بتجديد عقودهم أو منحهم أجور تنافسية، لذلك سيكون من الأفضل الحفاظ على 11 نجماً ووضع دكة قادرة على خلق الإضافة بعيداً عن مفهوم النجومية.
حتى المنافس برشلونة لا يلجأ لفكرة دكة النجومية هذه الأيام، فهو أحرز الثلاثية بتشكيل أساسي قوي ومتماسك، لكن بإصابات قليلة، وتدخلات من لاعب أو اثنين من الاحتياطيين مثل تشافي وجيريمي ماثيو.
العمل على استعادة مستوى خيسي رودريجيز وتوظيف تشيرشيف بشكل جيد وكاسيميرو الذي أدى بشكل ممتاز مع بورتو، هي صفقات بحد ذاتها، قادرة على المساعدة من أجل تحقيق الألقاب.
شرط مهم !
الكلام السابق عن ضرورة شراء مهاجم وإغلاق السوق، يتطلب عدم رحيل أي من الأسماء الحالية، مثل خيسي رودريجيز وتشيرشيف وأسينسيو وايارامندي، وبالتأكيد قبل كل ذلك سيرجيو راموس.
أي لاعب يرحل يجب جلب لاعب بنفس مواصفاته بدلاً منه، بالإضافة للمهاجم المذكور، وإلا فإن مشكلة العمق ستعود مع مضي الموسم!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: