سعد خليل – حسنًا، من السهل أن ننظر للصورة الكبيرة دون أن نغوص في تفاصيلها، ولا يوجد أسهل من الإنترنت حتى تجلب أخر الإحصائيات، مثل أنَّ برونو سجل هدفين فقط وصنع مثلهم أمام جميع فرق التوب ٦ منذ قدومه، وأنَّ أرقامه أمام هؤلاء متواضعة جدًا مقارنةً بتلك الَّتي يصنعها أمام الأخرين.
هذا كله سهل، بضغطة زر، ستثبت موقفك، وتؤكد شكوكك، وتخرج بإستنتاج عظيم وهو: برونو فيرنانديز لاعب المباريات الصغيرة.
الإحصائيات ستخبرك بهذا طبعًا، ولكنها لن تخبرك مثلًا أنَّ تقلص دور برونو في المباريات الكبيرة سببه الرئيسي الأسلوب الَّذي يعتمده مدربه فيها، وأنه يلعب هذه المباريات حتى لا يخسر بالدرجة الأولى وليس من أجل أن يفوز، وأنَّ اولوياته تكون التراجع إلى الخلف حتى لا نتلقى هدفًا، وإذا صحت لنا الفرصة نسجل.
وبالتالي مع هذا كله، يصبح برونو محجم في أدوار لا تناسبه، ومحروم من حرية يعيش عليها، دون أن يكون له أي حول أو قوة في تغيير هذا.
الإحصائيات ستخبرك طبعًا عن هذا، ولكنها لن تخبرك عن عارضة برونو أمام مانشستر سيتي منذ أسبوعين، أو عن تألق أليسون الرائع في وجهه خلال مباراة ليفربول، أو عن غيرها الكثير من المناسبات السابقة.
طبعًا هذه حجج واهية، لأنَّ كل ما يحدث داخل الميدان هو جزء من اللعبة، ولكن ما أريد إيصاله لك أنَّ الكثير من النظريات والافتراضات تتوقف أحيانًا على تفاصيل صغيرة، ولحظة واحدة تغير الكثير، وتنقُل الكلام من شيئ إلى نقيضه، كعادة اللعبة هذه الأيام.
أنا لا أؤمن أنَّ برونو لاعب مباريات صغيرة ولدي أسبابي، ولكن لو كنت أنت تؤمن بهذا، فالموضوع عائد لك، ولكن أتمنى منك أن تراجع كل المعطيات والتفاصيل، وتبني على أساسها رأيك النهائي، وليس على أساس إحصائيات لن تخبرك بالحقيقة الكاملة.