دروس مستفادة من دور الستة عشر في كأس العالم

محمد عواد – كووورة – إنتهى دور الستة عشر بكل ما فيه من صعوبات غلبت على المفاجآت، فمن كان متوقعاً تأهلهم وصلوا لكن بمعاناة بالغة، وفيما يستعرض موقع كووورة عدداً من الدروس المستفادة خلال هذا الدور:

– الحارس نصف فريق لكنه لا يكفي:
فرق مثل أمريكا والمكسيك والجزائر قدم حراسها أداءً أسطورياً بكل ما للكلمة من معنى، أبعدوا كرات لا تصدق، لكنهم في النهاية خسروا، والسبب أن الحارس نصف فريق وليس فريقاً بأكمله .. أي أن الحارس مستحيل أن يفوز بمباراة لوحده من دون أن يسجل اللاعبون أهدافا !

– ثقافة الفوز مهمة بقدر الأداء:
كان واضحاً أن المنتخبات المجتهدة لا تثق بنفسها للفوز بقدر ما كانت تبحث عن الأداء المشرف، فالمشاهد شعر بأن المنتخب المرشح سيفوز في النهاية بغض النظر عن معاناته، وظهر ذلك في تصريحات الفرق الخاسرة التي أعلنت فخرها وسعادتها بما قدمته أكثر من الحسرة على ضياع الانتصار.

– الحذر الحذر عند اللعب جيدا في البداية:
كل من يبدأ جيداً في كأس العالم ويحاول أن يضغط ويهدر الفرص يتم استنزافه بدنياً، وبعدها يتم العقاب في ظل الأجواء الحارة والرطوبة العالية في بعض الملاعب، الأمر تم مشاهدته جلياً في مباراتي نيجيريا والجزائر أمام فرنسا والمانيا.

التسجيل عند اللعب جيداً شرط مهم حتى لا ينتحر الفريق بدنياً، فأكثر من منتخب رأيناه يسيطر نصف ساعة ويقترب من المرمى، لكنه لا يسجل ثم يتم سحب البساط من تحت قدميه بهدوء.

– واقعية الكبار يجب أن يكون لها حدود:
البرازيل قررت أن تلعب في الشوط الثاني أمام تشيلي بواقعية، فكانت النتيجة ثقة الضيوف وتفوقهم، نفس الأمر فكرت فيه الأرجنتين في البداية وهولندا، وجميعهم عانوا لأنهم كانوا واقعيين أكثر من اللازم.

فرنسا أيضاً لم توفر كثافة هجومية أمام نيجيريا، فبادر النسور الخضر وكادوا أن يصلوا شباك لوريس أكثر من مرة.

– قوة النجوم بالمساحات:
الألمان توقفوا وعجزوا عن دخول منطقة الجزاء حتى سنحت لهم بعض المساحات في الشوط الثاني أمام الجزائر، ولم يستطع ليونيل ميسي تهديد سويسرا إلا مرتين عندما امتلك المساحة، ذات الأمر كان مع آرين روبن وعانى بنزيما بسببه كثيراً أمام نيجيريا.

هذا الدور برهن على أن النجوم يمكن تعطيلهم عند الدفاع بشكل جماعي حقيقي قائم على منع إتاحة المساحات أكثر من مبدأ الرقابة الفردية، وهو ما أوضحه المدرب هيستفيلد قبل مواجهة الأرجنتين “نريد أن ندافع كفريق ولا نعطي مساحات، لن نراقب ميسي وحده”، وربما يكون لفكر أتلتيكو مدريد وبروسيا دورتموند دور في هذا.

– المدربون عنيدون :
فعلاً هناك نوع من العناد لدى المدربين في كأس العالم، فأصر يواكيم لوف على فكرة مصطفى كظهير أيمن فظهر سيئاً تائهاً حتى إصابته، وكذلك فعل سكولاري مع الإصرار على وضع أوسكار كلاعب خط وسط أيمن، وانضم سابيلا إلى قافلة العناد مع إنزال مهاجم ثالث بأوامر تقتله وتقيده وتجعله قليل الفعالية فظهر لافيتزي مثل أجويرو مثل بالاسيو، مما يجعل البعض يتساءل “هل يعقل أن يعرف المشاهد أكثر من المدرب؟”.. أم أن المدربين عنيدون ؟.. وخيار ثالث يقول “إنهم مطلعون على ما لا نعرفه!”.

– الدكة مهمة جداً ولو 7 مباريات:
المانيا لم تخسر حتى الآن بسبب دكتها وليس بسبب اللاعبين الأساسيين، فمع غانا كان كلوزه بطل الإنقاذ، وأمام الجزائر كان شورله، ومن شاهد مباريات بلجيكا يدرك جيداً قوة البدائل وقدرتهم على تسريع اللعب، في حين أن منتخب مثل البرازيل كان يحتاج لبديل أعلى جودة مثل دامياو ليكون مكان فريد حيث عانت السامبا من عدم قدرة بدائلها على ترك بصمة حتى الآن، أما فرنسا فخدمها جريزمان بنزوله احتياطياً .. صحيح أن المونديال 7 مباريات حتى اللقب، لكن البديل مفيد تكتيكياً وليس فقط لغايات الإصابة وتعويض المرهقين.

– هناك حد للنجم الواحد:
أكثر من فريق لعب بأسلوب النجم الواحد حتى الآن، البرازيل وهولندا والأرجنتين يراهنون كثيرا على نيمار وروبن وميسي بشكل واضح، في دور الستة عشر ظهرت فرقهم تائهة لدقائق طويلة لأن النجم الواحد لم يتحرك، ولأن النجم الواحد تم إغلاق المساحات في وجهه، أو تعرض للإصابة مثل حالة نيمار.

النجم الواحد له حد، صحيح أن مارادونا أحرز اللقب بفلسفة النجم الواحد، لكن ذلك كان عام 1986 وفي دور الثمانية وما بعدها سيكون الفريق فقط هو القادر على الانتصار.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *