سعيد خليل – قبل البداية، يجب أن تعرف أنَّ الَّذي تقرأ له الآن كانت ليلته مريرة في ال20 من مارس، وأنَّ ما يقوله الآن يعارض ما يحب ويتمنى، حتى لا تفسر الكلام على انه انحياز، لأنه ليس كذلك إطلاقًا، انه واقع، فكرة، ربما حاولت الهرب منها كثيرًا، ولكنها كانت تعود دائمًا، تعود بمعدل ينهي إحتمالية أن يكون الأمر مجرد صدفة.
في ال3 سنوات الماضية، تحديدًا قبل ليلة الأحد، كان ريال مدريد مسيطرًا في الكلاسيكو، فاز في 4 من أصل 5، في كل كلاسيكو منهم كان أفضل من برشلونة، على صعيد الأداء، على صعيد المستوى، على صعيد الحالة العامة للفريق، على أي صعيد تريده، إلا صعيد واحد فقط، النتيجة، وما يرافقها من هيمنة على خصمك.
في كل كلاسيكو من هؤلاء لم يتمكن ريال مدريد من إيذاء برشلونة كما فعلوا هم ليلة الأحد، كان دائمًا قريبًا من ذلك الخط بدون شك، ولكنه لم يصل أبدًا.
لا أستنقص هنا من الَّذي فعله الريال في الكلاسيكو خلال ال3 سنوات الأخيرة، سجل المواجهة بين الفريقين يميل للريال أصلًا، لكن ما أقوله، أنَّ ريال مدريد في يومه لا يؤذي برشلونة، كما يؤذي برشلونة في يومه ريال مدريد.
الأمر بسيط للغاية، القوة الذهنية لبرشلونة أمام الريال أقوى بكثير، الفريق لا ينهار حتى لو تأخر بالنتيجة، وإذا تقدم، فالنهاية في غالب الأحيان تكون سيئة للغاية، ولكن إذا قلبت الأدوار، فالوضع مختلف تمامًا.
الفكرة نفسية بحت، هذه الرهبة الَّتي يملكها برشلونة على الريال، لا يملكها الريال على برشلونة، وهذه نقطة فارقة للغاية، لأنها تحدد كل شيء، وتنعكس على كل شيء، بما في ذلك شخصية لاعبي الفريقين، والأشياء الَّتي يفكرون بها أثناء سير المباراة. ومن هنا، تفهم حجم الفجوة، بين برشلونة يعرف كيف يسحق غريمه، وبين ريال مدريد يعرف كيف يفوز على غريمه، فقط لا أكثر.