كيف تستطيع الإمارات تحويل خسارتها خليجي إلى مكسب أسيوي؟

محمد عواد – كووورة – خرج منتخب الإمارات حامل اللقب من نصف النهائي في خليجي 22 بعد الخسارة المثيرة أمام صاحب الأرض السعودي بنتيجة 2-3، وتوقف قطار المنتخب الممتع يوم أمس الأحد، ليبدأ اليوم قطار الاستعداد من أجل أمم أسيا.

المدرب مهدي علي  أكد بعد اللقاء على وجود بعض التغييرات التي ستطرأ على تشكيلة المنتخب قبل بطولة أمم أسيا 2015 والتي ستقام في أستراليا، لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل متعلقة بذلك، إلا أن مجرد إشارته إلى هذه التحديثات يعد بادرة خير بأن الفشل في حصد لقب خليجي قد يؤدي إلى علاج نقاط الضعف والمشاكل قبل البطولة التي يؤمن الإماراتيون بقدرة فريقهم على الفوز بلقبها.

دروس مهمة للمنتخب الإماراتي
إن متابعة المباريات الأربع للمنتخب الإمارات توضح العديد من الدروس التي يجب تعلمها من أجل أمم أسيا أفضل، ومن أجل الاستفادة من كمية المواهب المميزة التي يملكها، حتى لا يضيع هذا الجيل الذهبي من دون إنجاز قاري ينتظره ويستحقه الجمهور الإماراتي.

ويعد درس المساحات في خط الدفاع من أهم الدروس التي على مهدي علي العناية بها، وتعد الخسارة يوم أمس أمراً إيجابياً في هذه الناحية لأنها تجعل الجميع متفقاً على خطورة الوضع الدفاعي، فوجود 3 لاعبين في المنطقة الأمامية من دون أي واجبات عند خسارة الكرة، فيحملهم الفريق دفاعياً غير ممكن في الكرة الحديثة وأمام الفرق القوية، حيث يتم إعطاء المساحات للخصوم، التي ظهرت جلية بشكل واضح أمام مهاجمين سريعين ولاعبين موهوبين مثل لقاء يوم أمس.

أما الدرس الثاني فهو قيمة عامر عبد الرحمن المهمة للفريق، فهو يمثل حلقة الوصل بين كافة الخطوط، وعند نجاح المنتخب السعودي في الشوط الأول بعزله كان النجاح الكبير للأخضر، لكن المجهود البدني الكبير الذي قدمه اسماعيل الحمادي منذ نزوله إلى أرض الملعب وتحركات ماجد التي تحسنت في الشوط الثاني حررت عامر، فتحرر المنتخب الإماراتي.
ومن المتوقع أن يتم الاستفادة من هذا الدرس من قبل الخصوم الذين يواجهون الإمارات في أمم اسيا، فمسألة أن عموري هو النجم لا نقاش فيها، لكن عامر يعد شيفرة الربط والتوازن التي تم إعلانها للجميع يوم أمس، ولا بد من تجهيز حلول لتحريره حتى لا يصبح الفريق مفككا من حوله في حال تم عزله، أو في حال لم يقدم مباراة جيدة في ظل اهتزاز المستوى الطبيعي الذي قد يمر به أي لاعب.
ولا يمكن إنكار الثقة المفرطة التي ظهرت على اللاعبين، وهي ثقة ساهم بها إلى حد كبير الإعلام والإنجاز الكبير في كأس الخليج السابقة، فكان الاستعراض وعرض المهارات هدفاً لا وسيلة في كثير الأحيان من البطولة الحالية، ومن الجيد أن تخسر بعض الأحيان حتى تعود قدماك إلى الأرض.
أما الدرس الرابع والمهم من أجل الحارس الخلوق علي خصيف، فمسألة ضمان المكان الأساسي مقلقة دوما حتى لأفضل النجوم، ورغم بقاء حارس الجزيرة الأحق بحماية العرين الإماراتي، فإن إضافة لمسة من التنافس الحقيقي على الصعيد الدولي ستساعده وتساعد المنتخب، فعلينا أن نلاحظ عدم حفاظه على نظافة شباكه إلا في 25% من مباريات الدوري هذا الموسم، وتلقيه ما معدله هدفين في اللقاء الواحد، وإن لم يكن هو المسؤول عن معظمها بسبب بعض المشاكل الدفاعية الواضحة في فريق الجزيرة.
رأي من الصحافة الإماراتية
كان محمد البادع رئيس القسم الرياضي في صحيفة الاتحاد صاحب المقالة الوحيدة اليوم التي تناولت العلاقة بين خليجي 22 وأمم أسيا المقبلة، حيث أكد في مقاله بعنوان “حديث أسيا” على قلقه بشأن مستوى المنتخبات الخليجية قبل خوض غمار البطولة الكبرى في أستراليا، خصوصاً أن البطولة كشفت أوراق المنتخبات كلها للمنافسين.
وأضاف محمد البادع أنه يشعر حالياً بالتشاؤم، وأنه ما زال يؤمن بأن المنتخب الإماراتي يعد الأفضل على المستوى الفني من بين المنتخبات العربية المشاركة في أسيا، لكن لا بد من العمل السريع ونسيان كاس الخليج بعيداً عن العواطف من أجل إعداد الفريق بأفضل شكل للاستحقاق القادم.
ومن الواضح أن مقال البادع يدعو للاستفادة من الدروس والاعتراف بالأخطاء من أجل نتائج أفضل في أمم أسيا، حيث حرص في حكمته التي ختم بها المقال على الإشارة إلى ذلك بقوله “الاعتراف بالخطأ لا يجرحك.. بل يجعلك كبيراً بعين من أخطأت في حقه.”
تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *