محمد عواد – سبورت 360 – من جديد، وبسبب فقدان التركيز في دقائق قليلة، خسر تشلسي قمة كبيرة، وهذه المرة ضد آرسنال، لتستمر معاناة البلوز في الفترة الأخيرة.
أخيراً فهمنا المؤامرة .. فابريجاس على حق !
أريد أن أعود لأيام قليلة بعد رحيل جوزيه مورينيو عن تشلسي، وقتها خرج سيسك فابريجاس متحدثاً عما جرى في الموسم الثالث، ورفض وجود مؤامرة مدبرة، لكنه كشف عن شيء يتعلق بزملائه وصفه بالخيانة.
وقال فابريجاس وقتها “المشكلة الكبرى كانت بأنه وثق بنا كثيراً، أعطانا إجازة طويلة لأننا الأبطال، لكننا خذلاناه وخنا هذه الثقة”.
من الواضح أن تشكيل تشلسي هذا يعاني ذهنياً عندما تثق به، عندما تشعره أنه قادر على فعل شيء، ولعل أداء معظم لاعبيه مع المنتخب يكشف عن الأمر، ولعل هذا ما يفسر أن هذا الفريق نجح أكثر عندما لعب بفكر الباص، لأنه جعلهم يشعرون أنهم لا ينافسون ميسي ولا رونالدو !
ربما على كونتي تغيير نوع المعاملة، صحيح أن أسلوب مورينيو القاسي جاء بنتائج سلبية، لكن هناك درجة وسط بين التراخي والقسوة.
التفوق التكتيكي لا يصل لدرجة 3-0!
حتى لا تأخذنا النتيجة إلى المبالغة بما جرى، فآرسنال قدم مباراة ممتازة، متسلحاً بملعبه وشعوره بقدرته على فعل شيء بسبب ما رآه من اهتزاز تشلسي مؤخراً.
وصحيح أن آرسنال قدم انتشاراً مذهلاً على أرض الملعب، وترابطاً مميزاً بين لاعبيه كأفراد، وبين خطوطه، لكن هذا لم يؤدِ إلى الـ 3-0!
ما أدى إلى النتيجة الكبيرة الحاسمة منذ الشوط الأول، يعود بشكل واضح إلى الأخطاء الدفاعية في تشلسي، وحالات فقدان التركيز الغريبة، فالتسديدة الثالثة والرابعة لارسنال جاءت بالهدفين الأول والثاني على الترتيب، والذي أدخل اللقاء في مسار آخر.
آرسنال وبداية مهمة
من المتوقع أن يكون موسم 2016-2017 من أصعب المواسم في البريميرليج للحصول على مركز مؤهل لدوري الأبطال، ولعل وجود آرسنال بعد مباراة اليوم في المركز الثالث، رغم تخلصه من مواجهات ليفربول وتشلسي وليستر هو أمر جيد.
سيكون الفريق في وضع أفضل لو استطاع الاستفادة من خوض مباريات مقبلة تبدو سهلة، وهي على الترتيب؛ بيرنلي وسوانسي ميدلسبره وسندرلاند، حيث سيكون أكثر ثقة بالنفس، ورصيداً نقطياً عندما يواجه توتنهام وبعده مانشستر يونايتد.
أوزيل وكاورلا ..
كلما لعب كازورلا خلف أوزيل، ظهر الألماني بشكل أفضل منذ وصوله إلى آرسنال.
وكلما كان أرسن فنجر يقرر الدفع بويلشير ورامسي معه، كانت الانتقادات تبدأ تجاه النجم الألماني.
اليوم كان سانتي ومسعود ثنائياً مهماً في فرض السيطرة، فساعد الأول على نقل الكرة إلى الأمام، وكان الثاني ينتظرها ليبدأ الهجمات من الثلث الأخير.
صعود كازورلا بالكرة كان يحرر مسعود كثيراً ليتحرك كما يريد بظهر لاعبي الوسط في تشلسي، وكان يميل كما يحلو له إلى الجهة اليسرى، لأن الإسباني يستطيع تنسيق اللعب بشكل يتيح لمسعود الوقت ليتحرك نحو مناطق يكون من خلالها أكثر تاثيراً على مسار الأمور.
هل شاهدنا أخر مرة 4 مدافعين ؟
على الأغلب، ومثلما حصل مع يوفنتوس؛ سنرى كونتي يغادر فكرة 4 مدافعين ويعود لفكرته 3-5-2.
بدأ في اليوفي بـ 4 مدافعين، ومع أول مأزق نتائج، لجأ كونتي مباشرة إلى 3-5-2 واستمر بها حتى نهاية مسيرته التي فاز بها بالدوري تلو الأخر.
مع هذه الأخطاء المتكررة، وصعوبة الخروج بشباك نظيفة من مباراة إلى أخرى، أميل للقول بأننا لن نشاهد خط الدفاع هذا مرة أخرى، واللجوء إلى 3-5-2 يبدو الأقرب، مع وجود بعض اللاعبين الذين سيتم التضحية بهم بسبب هذا الأمر.
ما جرى في الشوط الثاني، من الدفع بماركوس ألونسو والتحول إلى 3-5-2 هو تجربة لمدى انسجام الفريق مع الخطة، وبعدها سيكون التركيز على التفاصيل.
اللعب المباشر عند الحاجة .. أفضل ما تطور في آرسنال
تقريباً، كانت نسبة الاستحواذ بين آرسنال وتشلسي في الشوط الأول متساوية، لكن المدفعجية صوبوا 9 كرات، سجلوا من خلالها 3 أهداف، في حين سدد تشلسي 4 كرات فقط.
هذه ليست المباراة المهمة الأولى في البريميرليج الذي أشاهد آرسنال عندما يكون كامل الصفوف يحاول اللعب على الكرات المباشرة، خصوصاً منذ وصول أليكسيس سانشيز ليكمل مسعود أوزيل.
هذا النوع من اللعب، مع فريق يتوقع منه الخصم أن يقف على الكرة قليلاً، يعطي الفريق دوماً القدرة على مفاجأة الخصم.
ما بين سانشيز وهازارد ..
مرة أخرى يخيب هازارد الظن في مباراة كبيرة، منذ انتهاء موسم 2014-2015 لم يعد اللاعب البلجيكي حاسماً، ولا حتى محط اهتمام الجماهير ولا أملها.
فباستثناء شوط واحد ضد توتنهام، لم يستطع هازارد أن يترك أي بصمة إيجابية في مباراة مهمة خلال أكثر من عام.
فارق الروح يظهر جلياً، عندما نقارنه مع سانشيز، اللاعب الذي ترك بصمته في كثير من المواجهات المهمة، والذي كان اليوم صاحب الهدف الأول الذي مثل مقدمة للانتصار.
ولعل وصف أرتيتا لسانشيز يوماً بالثور يلخص كل القصة، حيث قال “هو لا يتوقف عن محاولة تحقيق ما يريده، وهذا عائد لطموحه وروحه القتالية”.
هازارد قد يتفوق جودة على سانشيز كفرد، لكن هذا لا يهم، فالمهم أن تصمم على إخراج الجودة لتكون حقيقة على أرض الملعب… وهنا يكمن التحدي الأكبر لكونتي!
عن ثنائية كانتي – ماتيتش في ظل 4 مدافعين
استطاع تشلسي تحقيق نتائج مميزة بوجود ماتيتش بجانب سيسك فابريجاس وأوسكار، ولم يظهر أن الفريق يعاني من مسألة التوازن الدفاعي عندما يكون الدفاع قائم على عمل المجموعة، والأهداف التي تلقاها الفريق لم تكن مشكلة توازن بقدر ما هي بسبب وجود الأخطاء الدفاعية المستمرة حتى الآن.
وعند إضافة لاعب بمناحي دفاعية مثل كانتي، فإن الفريق يصبح أقل توازناً في عدة نواحي، سواء من حيث وجود لاعبين أكثر مصنفون دفاعياً، أو طريقة بناء اللعب البطيئة، وجعل الاستحواذ في مناطق غير خطيرة، الأمر الذي يعيدنا إلى التضحية التي قام بها ديشامب في كأس أمم أوروبا بإخراج كانتي عندما أدرك مشكلة ذلك بجانب ماتودي.
على العكس مما فعله ديشامب، فإنه قد يكون كونتي مطالباً بالتضحية بماتيتش مع الإبقاء على كانتي، والدفع بلاعبين أكثر قدرة على امتلاك الكرة، وأصحاب مبادرة إلى الأمام أكثر، خصوصاً أن “فييرا الأبيض” لم يعد يقدم مستويات كالتي قدمها قبل موسمين.
مع 3-5-2 قد يكون تأثير هذه الثنائية السلبي أقل، لكن يبقى البحث عن فكرة بديلة أمر أفضل.
سناب شات : m-awaad